القاهرية
العالم بين يديك

السر

77

 

بقلم/شيماء مبروك

جرح تجمدت قشرته، أخمشها بأظافر ذاكره الطويلة، سيول الأمطار الحبيسة أطلقها بموسيقى الخلفية المصاحبة، تراكمات هنا أشباح هناك وأنا بالمنتصف أمسك بملعقتي وإنائي النحاسيّ، سأطهو اليوم الحزن على مهل، ماذا عن قليل من رذاذ الكلمات الأسود وذرة من ملح الدمع ومعجون الآلام المسبك لتكون الطبخة كما يجب، أسمع رنين الهاتف، أُصمت لا تخرجني عن إلهامي الطهويّ، يستجيب لأمري أَبتسم مخالفة وجبتي من الحزن، فأجد الهاتف يعيد رنينه كأنما يتحداني وبسمتي لأمسكه كقط بل كطفل حان أوان تأديبه لأضعه أمامي على الوضع الصامت، اسم يقفز، نسيت أن الصمت لا يمنع القفز “حنين” صديقة الطفولة، لا لا لن أنصاع لمشتتات إلهامي، تتالى الأسماء جاذبة ذكريات من بالون وكعك ودوار شمس ذكريات تحملني إلى عناق دافئ ولهو ندي ويعاسيب تجاور الفراشات والسكاكر، ما هذا، يدي تعمل بمفردها؟! توقفي توقفي ولكن حُملت لا بل ركضت إلى هذا الأريج المحبب أكواز الذرة الساخنة تتراكض أرانب بيضاء على سفوحها وشموس تشرق وتشحن بطارية سعادتها، صافرة تخب لأفيق على وجبتي لقد طهوت الفرح، أجل لقد فهمت مكوناته، أتُرى أنا فقط من يعلم السر الآن، أم هناك آخرون؟

قد يعجبك ايضا
تعليقات