القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

أويت إلي مضجعي وضميري لا يدعني في سلام.

94

بقلم _ محمد طلعت
فقال لي: لما يحاوطك كل هذا اليأس.
أنا: فَسَد كل ما هو حي بداخلي من أحلام وطموحات.
ضميري: ولما فسد؟!، أليس أنت الناهض الذي عزم على مجاراة الواقع، أرى أن التحدي ليس بنصيبك، ماذا بك؟
الضمير مستكملا: فالأشجار تتساقط أوراقها حزناً على فراق الربيع ومجيء الخريف، والشمس ترسل تباشيرها على الأرض فتجعلها كاللؤلؤ المضيء في وسط عالم مظلم كاحل، فتسقط مع إدبار النهار وتعود أدراجها، ليست بحزينة، فتعود الغد أكثر نشاط وبهجة
أنا: ولكن ……..
حينها يدخل اليائس فجأة فرحاً مغتبطا ظافرا بي، ساخراً من ضميري، قائلا: ماذا تريد من هذا الفقير؟، ليس لي صديقا سواه، دعه وشأنه.
أنا: ولكن …. لست أنا بصديقك، أشعر بأنني أتحطم، وتكاد أفكاري أن تفر، فتأتي أنت وتزيدها سوءا، فأنت ليس عوناً لي أكثر من خصم.
فتتصارع مشاعري كلامنها في إتجاه، لا أدري من هو معين لي ومن هو عدو، فالطريق لا مرشد له، والأشجار تتجاهلني، والعصافير تذمني بتغريدها، والأرض تغضب، فأشعر بدوار يكاد أن يسقط بي أرضاً، وأنني لكذلك إذ بأحد يحملني ويحفزني على النهوض، فاستعدت نشاطي، فرأيت كل ما هو حولي جميل، الأرض تبتسم بعد عبوس، والطيور تغرد فرحاً، وهأنذا أنادي بصوت عالي “حلمي” فسقطت فجأة من مضجعي ومدخل أمي لحجرتي، وصوت إحضار الإفطار، وضجيج الحارة، وصوت الكلاب تنبح، فتنهدت الصعداء، قائلا: جاء في وقته.

قد يعجبك ايضا
تعليقات