القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

بُني الإسلام على خمس ” الجزء السابع “

93

 

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء السابع مع بُني الإسلام على خمس، وعن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم” من قال لا إله إلا الله بحقها دخل الجنة، قالوا وما حقها، قال أن تحجزه عن محارم الله” رواه الطبرانى، وقال عليه الصلاة والسلام ” إن الغم والحزن من الشك والروح والفرح من اليقين ” فحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وصلوا ما بينكم وبين ربكم تسعدوا، واعلموا أن ملك الموت قد تخطانا إلى غيرنا، وسيتخطى غيرنا إلينا، فلنتخذ حذرنا، فالكيّس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأمانى، فاتقوا الله أيها المؤمنون، واتقوا الله تعالى حق التقوى. 

 

وجاهدوا أنفسكم في تحقيق مرضاته بامتثال أمره، وترك ما نهى عنه وزجر، رغبة فيما عنده، وخوفا من عقابه، واللهم اجعلنا من عبادك المتقين، وحزبك المفلحين، وأوليائك الصالحين يا رب العالمين، ويبين النبي الكريم صلى الله عليه وسلم الدعائم التي يُبنى عليها هذا الدين، وهى الأركان التي يقوم بها بناء الإسلام، والأسس التي لا يصح إسلام أحد إلا بتحقيقها، وهي جامعة لكل خير في الدنيا والآخرة، وبها يصلح معاش الناس ودنياهم، وبها تصلح آخرتهم ويطيب منقلبهم فإن هذه الأركان هي عنوان السعادة، فالركن الأول هو شهادة أن لا إله إلا الله، به يتحقق طيب الجوهر، به يصلح القلب، به يطيب الباطن، به يستقيم ما في فؤادك.

 

وما في صدرك، فإنه لا سكن للقلوب، ولا طمأنينة، ولا ابتهاج، ولا سرور إلا بتحقيق هذه الشهادة، شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم ينطق بها اللسان فيطيب القول، فيجتمع طيب الجوهر وطيب الظاهر قولا، ويأتي بعد ذلك جملة من الأعمال رأسها الصلاة التي هي حق الله تعالى، فالصلاة هي أول حقوقه بعد الإيمان فإنه لا صلاح للناس إلا بإقامة الصلاة، والإتيان بها على الوجه الذي يرضى الله تعالى، فهو سبحانه وتعالى القائل ” فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا” فكل الغي، والشقاء، والبؤس في الدنيا والآخرة في ترك الصلاة، فمن تركها عمى.

 

ومن أضاعها انطفأ نور الهداية في قلبه، فالصلاة نور، ولك من النور بقدر محافظتك وإقامتك لهذه الشريعة وهذه العبادة، وإيتاء الزكاة، هذا هو الركن الثالث من أركان الإسلام الذي به يصلح ما بينك وبين الناس فإن الشريعة جاءت بإصلاح ما بينك وبين الله بتوحيده وحسن الصلة به، ودوام مناجاته، وإصلاح ما بينك وبين الناس بأعمال منها الزكاة وهي رأسها، فالزكاة عنوان صلاح ما بين الإنسان وغيره، والزكاة حق فرضه الله تعالى في المال، فقال تعالى ” خذ من أموالهم صدقه تطهرهم وتزكيهم بها” فقد رفع الله شأنها، وأعلى مكانها، فهي قرينة الصلاة في كتاب الله عز وجل، فذكر الله تعالى الزكاة في قريب من ثلاثين موضعا. 

 

في سبعة وعشرين موضعا قرنها بالصلاة ولذلك قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخير الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم، قال رضي الله عنه في قوم امتنعوا من أداء الزكاة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم “لأقاتلن من فرّق بين الصلاة والزكاة” فالزكاة قرينة الصلاة في كتاب الله عز وجل، وهي عنوان صلاح ما بينك وبين الناس، حقها أن يعرف مقامها ومكانتها في هذا الدين، فإنها رفيعة المقام، كبيرة الشأن، ولذلك فرضها الله تعالى على الأمم السابقة، فليس ذلك خاصّا بهذه الأمة، بل الزكاة مفروضة على هذه الأمة وعلى من تقدم من الأمم، وقد رتب الله تعالى على بذلها خيرا في الدنيا.

قد يعجبك ايضا
تعليقات