القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

بُني الإسلام على خمس الجزء الثالث

93

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الثالث مع بُني الإسلام على خمس، وقد توقفنا مع حديث جبريل عليه السلام عندما قال ” فأخبرني عن الإحسان ” فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك” قال ” فأخبرني عن الساعة ” قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ما المسؤول بأعلم من السائل” قال ” فأخبرني عن أماراتها ” قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء ، يتطاولون في البنيان” ثم انطلق فلبث مليا، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” يا عمر، أتدري من السائل ؟ قلت “الله ورسوله أعلم ” قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم” رواه مسلم.

ومن فوائد هذا الحديث أنه يُطلق عليه أمّ السنة لاشتماله على جميع مراتب الدين، وهو من الأحاديث التي عليها مدار الدين، وفي هذا الحديث تنبيه على أنه ينبغي للمسلم أن يحضر مجالس العلم، وهو على هيئة وصورة حسنة من لبس أجمل الثياب، وكذلك إذا ذهب إلى عالم ربّانى ليسأله في أمور دينه أن يكون على هيئة حسنة، لقوله ” شديد بياض الثياب، شديد سواء الشعر” وفي هذا الحديث بيان جلسة طالب العلم الحقيقي الذي يطلب العلم بجد واجتهاد كما في قوله “حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفيه على فخذيه” وفي هذا الحديث بيان أركان الإسلام الخمسة، وهي ” أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وتقيم الصلاة وتؤتى الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا” وإن المراد بها على وجه الاختصار، هو شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، أى أنه لا إله إلا الله، فلا معبود بحق إلا الله، وأن محمدا رسول الله، ومقتضاها هو تصديقه فيما أخْبر، وطاعته فيما أمر، واجتناب ما نهى عنه وزجر، وألا يعبد الله إلا بما شرعه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وإقامة الصلاة، والصلاة هي أقوال وأفعال مخصوصة، مُفتتحة بالتكبير، ومُختتمة بالتسليم، وإيتاء الزكاة، وإن الزكاة شرعا هى حق واجب في مال خاص لطائفة مخصوصة في وقت مخصوص، وأما عن صوم رمضان، فإن تعريف الصيام هو إمساك بنيّة عن أشياء مخصوصة في زمن مُعيّن من شخص مخصوص.

وأما عن الحج، فإن الحج في اللغة هو القصد، وشرعا هو التعبد لله تعالى بأداء النسك على وجه مخصوص، وفي هذا الحديث بيان أركان الإيمان الستة، وهي أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبة، ورسله، واليوم الآخر، ونؤمن بالقدر خيره وشره” ونذكر المراد بها على وجه الاختصار، وهو أولا الإيمان بالله تعالى وهو الاعتقاد الجازم بأن الله وحده هو الرب المعبود، ويتضمن ذلك اعتقاد أنه رب كل شيء ومليكه، وأنه الخالق الرازق، المدبر للكون كله، والذي بيده مقادير كل شيء، له الخلق والأمر سبحانه وتعالى، وأنه هو الذى يستحق العبادة وحده لا شريك له، وأن كل معبود سواه فهو باطل، وعبادته باطلة، وأنه سبحانه مُتصف بصفات الكمال، ونعوت الجلال، منزّه عن كل نقص وعيب.

وثانيا الإيمان بالملائكة، وإن الملائكة هم عالم غيبى، مخلوقون من نور، عابدون لله تعالى، مكرمون، فيقول تعالى فى سورة التحريم ” لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون” وثالثا الإيمان بالكتب، وهي الكتب التي أنزلها الله تعالى على رسله، وقد تضمّنت العقيدة والشرائع رحمة للخلق، وهداية لهم ليصلوا بها إلى سعادتهم في الدنيا والآخرة، ورابعا هو الإيمان بالرسل، وأما عن تعريف النبي فهو لغة مشتق من النبأ، وهو الخبر، أو من النبوة، وهي ما ارتفع عن الأرض، واصطلاحا فهو مَن أوحى إليه ليعمل بشرع من قبله، ويحكم به مثل الأنبياء من بني إسرائيل من بعد موسى فقال الله تعالى فى سورة المائدة ” إنا أنزلنا التوراه فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله”

قد يعجبك ايضا
تعليقات