القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

الأبطال الخارقون والسعادة

109

بقلم -أماني مرسال

فيلم الأبطال الخارقون هو فيلم رسوم متحركة من إنتاج شركة والت ديزني تم عرضه في عام 2004
وتقوم فكرته على عدة مغامرات لأسرة كاملة تتميز بقوى خارقة منهم من لديه القدرة على حمل الأبنية والقطارات ومنهم من لديه القدرة المطاطية للأطراف التي تمتد لمسافات بعيدة و منهم من يتميز بالسرعة الفائقة ومنهم من يستطيع التخفي عن أعين البشر
و تكمن سعادة تلك الأسرة في استثمار قواها لمحاربة الشر و الدفاع عن الضعفاء و نشر الخير والعدل ،و من خلال التأمل في هذا الفيلم يظهر أن هناك فاتين من البشر ،
فئة لديها قدرات خارقة و تسعد باستثمارها في نشر و تحقيق الخير لها و لمن حولهاوفئة أخرى بدون قدرات ولا تحاول حتى الدفاع عن نفسها تكتفي بدور الكومبارس أو المشاهدة أو الوقوف بعيدا خارج حلبة العراك وبعيدا عن الفيلم والكرتون حقيقة نحن كذلك على أرض الواقع ، فريق استطاع أن يكتشف قواه و قدراته و سعى من أجل استثمارها في الخير و تحقيق السعادة لذاته و لغيره
وفريق ٱخر اعتقد بالخطأ أنه بلا قدرات و لا قوى و حقيقة الأمر أن كلنا أبطال خارقون في فيلم الحياة
و كل منا لديه قدرات خارقة ولا محدودة وكل منا له دوره، في الحياة نحتاج فقط ان نؤمن بأنفسنا و قدراتنافالخارقون الحقيقيون غاصوا في أعماق أنفسهم فأدركوا ما يميزهم عن غيرهم ، و كيف يستثمرون تلك المزايا و ما الذي يشبعهم و ما الذي يحركهم ، فتوصلوا لمعنى السعادة الحقة
أدركوا جيدا أن للسعادة حقيقتين :
الحقيقة الأولى :
أنها جند من جنود الله ، وأنه من الخطأ أن نطلب جنديا دون إذن من سيده فإذا أردنا السعادة فعلينا أن نطلبها من سيدها و مولاها

الحقيقة الثانية :
أن السعادة لابد وأن تأتي من الداخل إلى الخارج وليس العكس ، و كلما اعتمدنا على أسباب خارجية تجلب السعادة كلما ضعفت أنفسنا و زادت الاعتمادية و التعلقإلى كل روح تعشق الحياة لكنها تاهت في غيابات دروبها ، إلى هؤلاء الذين فقدوا شغفهم في عراكهم مع تحديات الحياة ، إلى كل من خفت بريقه من توالي الكربات و ينتظر من يشعل فتيله ليعود متوهجا من جديد و إلى الباحث عن السعادة طيلة عمره ، وإلى النفس المنطفئة التي كانت تشع بالطاقة و الحيوية يوما ما ،
إليَّ ( أنا ) وإليك ( أنتَ ) :
أشرق وكأن الكون كله لك و خلق من أجلك ، كونك إنسانا فهذا يعني أنك مطالب بمعنى تنجزه و قيم تحققها ، مطالب بأن تكون لديك بصمة مختلفة و أثر فريد تتركه بعدك ،
اسأل نفسك مجددا و ثانيا وثالثا و عاشرا :
ما هدفك في هذه الحياة ؟ و ما المهمة التي خلقك الله لأجلها ؟ و ما القدرات والمزايا التي حباك الله إياها ؟
هل فعلت كل ما بوسعك لتكون افضل صورة من نفسك ؟
و ما الشيء الذي ستندم عليه إن لم تحققه قبل وفاتك ؟
هل انت جدير بالسعادة حقا؟
إذا استطعت الإجابة بكل شفافية و مصداقية و كنت ملتزما بما أجبت به ، فهنيئا لك لقد صرت بطلا خارقا حقيقيا
و مدركا معنى السعادة الحقة و مدركا كيف تحققها ٠

قد يعجبك ايضا
تعليقات