بقلم /محمود أمين
حزينة بائسة عاجزة جُمعت تلك الألفاظ عليها، كما يَجتمع الجوع والخوف والصقيع على جسد الفقير: فهو عاجز عن رد صفة واحدة منهم فما بالك من ثلاثتهم.
تبثّه بروحها وتمسكه بين يديها وتنظر إليه نظر الروح للروح، فقد تضاءلت المادة أمام تعبيرها؛ فلبت الروح ما اشتدتْ من طلبات الوصول لروحه كي تسعفه مما ضعفت اليدان عن فعلها، تحاوره محاورة الأم وليدها فلا علم للطفل باللغة، ولكنها العين بليغة في توصيل المشاعر؛ وتعطلتْ لغةُ الكلام وحاورتْ عيناي في لغةِ الهوى عيناها.
تمسكت به وكادت تمسك بروحه لولا سبق القدر، تمسكت بِقَدْرِ كل الحب التي تُكنّه له، فلو كشف الله قلوب المحبين للناس لوجد الناسُ الله قد طبع صورة كل محبّ على قلب حبيبه.
نظراتها كادت تقول فديتك يا أنا، أنا اليوم وحيدة حزينة بائسة، فكيف تفلت من بين يدي رغم قوة إحكامي عليك بيدي، أودعك اليوم وداع النفس لنفسها، وسلام عليك في نفسي وفي كل حين.