مقال بقلم الأستاذ الدكتور
عادل خلف عبد العزيز أستاذ الفلسفة الإسلامية ورئيس قسم الفلسفة بكلية الآداب جامعة حلوان
،هل الأديان مخدرات لتخدير الناس وجعلهم يسكتون علي حقوقهم بحجة أن الله أو الرب أمرهم بذلك ، امرهم بالطاعة العمياء، وهل الإله الذي وهب الإنسان العقل وميزه بالإرادة الحرة التي يختار بها – طواعية ودون إكراه من أحد ولا من سطوة رجال الدين – يختار حتي معتقده الذي يؤمن به ويعتنقه ،
،هل الرب يرضي لعباده الانقياد الاعمي خلف سادتنا وكبرائنا،
خلف سدنة وكهنة المعابد، هل يأمرنا بالطاعة العمياء ، إن اي قول يقول ذلك وأي أمر يأمر بذلك فهو علي قائله وعلي صاحبه رد ومردود عليه.
فلو كان الأمر كذلك ونحن أبناء القرن الحادي والعشرين ، قرن الحريات والتشدق بها ، وقرن الحداثة والمواكبة والمعاصرة والتقدم العلمي والتقني ،قرن يعلي من قيمة العقل وان كان الله تعالي أعلي من قيمته منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام في قرآن يتلي آناء الليل وأطراف النهار.
ليس هذا وحسب بل وأهل الفكر في كل زمان ومكان قبل الميلاد وبعد الميلاد ينزلونه منزلته التي يستحقها ، فلو كان الأمر كذلك فما أشبه اليوم بالبارحة وما أشبه حالنا بالعصور الوسطي المظلمة،وسيطرة باباوات وقساوسة الكنيسة وسيطرة الذين يدعون تدينا زيفا وخداعا والدين منهم براء ، اولئك الذين وقفوا في طريق العلم وأهله الذين ألقوا كوبرنيكوس الذي قال بكروية الأرض واتي برأي ظنوا زورا وبهتانا أنه مخالف لرأي الدين ، واثبت العلم الحديث بعد ذلك قولته.
ما أشبه اليوم بالبارحة لأن كل من يأتي بفكر جديد إماا آن يضطهد تجنيبا وتجاهلا أو ينكل به ويلقي في غياهب السجون
أو يطعن في مؤلفاته ويسخر منها الهوام الهاموش الذي يطفو علي السطح ولنا في ابن رشد المثل والقدوة عندما نكل به وأحرقت مؤلفاته فبعد أن كان قاضي القضاة وفقيه قرطبة أصبح من المآرقة ، لماذا يا سادة ناقشوه في أفكاره وآرائه بدلا من ان ينكل به ويضطهد من المتدينين بحجة انه أتي بآراء مخالفة للعقيدة وابن رشد هو من هو في مجاله،وكذلك في عصرنا هل أتاكم نبأ رجل تنويري أتي بأراء ظن بعض الذين ينتسبون الي الإسلام أنه غير وبدل في دين الله لماذا لأنه أول تأويلا عقليا فبدل أن نناقشه تقوم القيامة عليه ويطرد من بلاد وديار الإسلام والحجة هذا ضال مضل مفسد للعقول ، أي عقول أفسدها ولماذا حكمتم عليه هذا الحكم الجائر هل هذه هي الدعوة إلي الله الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة هل هذا هو الجدال بالتي هي أحسن.
أنا لا أدافع عن أحد ولكن دفاعي عن المبدا ، يا سادة لماذا تكيلون بمكيالين لماذا تتركون من يتطاول علي الصحابة ويتطاول علي رواة الحديث ويتهمهم بهتانا وزورا بل ويسبهم بأبشع السباب والشتائم .هل مع هؤلاء الاشاوس الاكارم الشتم والسب مباح بل ونترك الحبل علي الغارب لمن يفعل ذلك ونفتح له كل الفضائيات ولا أحد يستطيع أن يمسسه بسوء ، أما الذي يناقش مناقشة عقلية فهو مارق وخارج عن الملة كخروج السهم عن الرمية.
مشكلتنا وقضيتنا الرئيسة خطأ التعميم ، الدين في عصر مارتن لوثر كان يستغله رجال الكنيسة للحصول علي الأموال الطائلة من أصحاب رؤوس الأموال تارة ومن الحكام الذين يريدون استمالة قلوب العوام عن طريق الحناجر التي تزعق بكلام معسول في طاعة أولي الأمر لان طاعتهم طاعة لله ، وكذلك عصيانهم وعدم الامتثال لأوامرهم عصيان للإله ، مالكم كيف تحكمون ؟!
وتارة أخري للحصول علي الأموال عن طريق صكوك الغفران ترتكب الرذائل والمعاصي وبصك مكتوب من هؤلاء الذين ينتسبون للدين يغفر الإله الرب الذنوب مما ادي الي ثورة مارتن لوثر علي هذه الصكوك فمن يدفع يحصل علي البركة، وهاهو حالنا اليوم إلا من رحم ربي من يسب ويلعن ويشتم ويأتي بفتاوى ما أنزل الله بها من سلطان من يداهن وينافق ويوالي يحصل علي البركات والتبريكات ويوضع فوق الرؤوس بئست الرؤوس،
بئس الواضع والموضوع وعما قريب سيصبحن نادمين وسيلحقهم الخزي والعار لأنهم اشتروا الدنيا بالآخرة ، استغلوا حناجرهم ومنابرهم لتضليل العوام.
إن مشكلتنا هي خطيئة التعميم عندما قالها كارل ماركس الدين افيون الشعوب قالها في حينها راعه ما شاهده وما كان يحدث في عصره وتوظيف الدين لخدمة الساسة،طاعة الله وأن طاعته لاتتم الا بطاعة أولي الأمر، ( وقع يا أبا العلا وقع علي طلاق زوجتك بحجة واطيعوا الله ورسوله وأولي الأمر منكم ،والله ورسوله منكم ومن افاعيلكم براء.)
ولعظم خطيئة التعيم فيجب ألا نعمم يا سادة فإذا كان هناك الغث والقبيح ، فعلي الجانب الآخر هناك المستمسك بدينه القابض عليه كمن يقبض علي الجمر ، وهم لا أقول كثر ولكن لهم وجود وكتاباتهم تملأ الدنيا،هناك الذين يقولون قول الحق ولا يخشون فيه لومة لائم هناك علماء دين ربانيون يعلمون ما يفعلون يقفون مدافعين عن الدين بكل ما أوتوا من قوة ،ولنا أمثلة كثيرة تحيا بيننا. لاتعمموا مثلما عمم كارل ماركس ، فالتعميم خطيئة وإصدار الأحكام علي عواهنها رذيلة ، فالخير موجود مصداقا لحديث النبي صلى الله عليه وسلم : الخير في وفي أمتي إلي أن تقوم الساعة.