كتب :أحمد الزعبلاوي
من مشاهير شبين الكوم “عبد العزيز باشا فهمي” أول من
وضع مشروع الدستور المصري .. من كفر المصيلحة بشبين الكوم بالمنوفية
عبد العزيز فهمي حجازي عمر ، هو سياسي و قاضي و شاعر مصري وطني و رئيس حزب الأحرار الدستوريين ، من ألقابه “قاضى القضاة” و “النقيب الجليل” ..
ولد عبد العزيز باشا فهمي بن الشيخ حجازي عمر في 23 ديسمبر من عام 1870 في قرية «كفر المصيلحة» من أعمال مديرية «المنوفية» لأسرة فلاحة تتمتع بالوجاهة و الزعامة و بمركز إجتماعي مرموق ..
تلقى عبد العزيز فهمي تعليمه الأول و حفظ القرآن الكريم ببلدته ، ثمَّ قصد الجامع الأزهر بالقاهرة فحفظ المتون و ألفية ابن مالك ، و بعدها انتقل إلى مدرسة الجمالية الابتدائية ثم إلى مدرسة طنطا الابتدائية و الثانوية ، ثم انتقل منها إلى المدرسة الخديوية بالقاهرة ، ثم التحق بمدرسة الحقوق و تخرج عام 1890م ، ثم شغل بعد ذلك وظائف عدة في النيابة و القضاء و المحاماة و انتخب عضوا بالبرلمان ، و بعد نهاية الحرب العالمية الأولى كان أحد أعضاء الوفد المصري الذي خوَّله الشعب سنة 1918م للعمل على استقلال مصر بزعامة سعد زغلول ، و كان أحد الثلاثة الذين سافروا عقب انتهاء الحرب إلى إنجلترا للمطالبة بحق مصر في الاستقلال و هم : سعد زغلول و محمد شعراوي و عبد العزيز فهمي ، و في عام 1925 اختير وزيراً للحقّانية ( العدل ) في وزارة أحمد زيور باشا ، ثم اعتزل السياسة ليتفرغ لمهنته الأصلية ( المحاماة ) ..
كان عبد العزيز فهمي هو أول من وضع مشروع الدستور المصري ، و كان ذلك سنة 1920 أثناء وجوده في باريس ، إذ عهد إليه الوفد بوضع مشروع لدستور مصر فعكف على دراسة دساتير أوروبا ، و اجتمع الوفد لقراءة ما أعده فهمي ، إلا أن سعد اعترض على بعض مواده إلى أن صدر تصريح 28 فبراير و تم إعلان إستقلال البلاد ..
يذكر أن عبد العزيز باشا فهمي هو الذي اختار اسم محكمة النقض ، الذي قيل إنه استوحاه من الآية الكريمة “و َلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا” و يذكر أيضا أنه ابتدع بعض المصطلحات القضائية مثل تعبير “أوجه النفى للدلالة على أسباب الطعن”، كما استحدث نظرية القدر المتيقن في القانون الجنائى ..
الأوسمة و التكريم :
• الوشاح الأكبر من نيشان محمد علي .
• رتبة الامتياز من الدرجة الأولى .
• أطلق اسمه على شارع كبير في ضاحية مصر الجديدة ، و إليه ينسب خط من خطوط مترو مصر الجديدة .
• أطلق اسمه على عدة مدارس في محافظتي المنوفية و القاهرة .
قال عنه “طه حسين” يوم تأبينه : « كان عبد العزيز فهمي مثقفاً في اللغة و الدين ، عميق الثقافة مؤمناً بهذا أشد الإيمان ، مترف الذوق فيها إلى أقصى حدود الترف ، و ما أعرف أن أحداً ناقشني في الشعر الجاهلي كما ناقشني فيه عبد العزيز فهمي ، و ما أعرف أن أحداً أصلح من رأي في الشعر العربي كما أصلح من رأي عبد العزيز » كما قال عنه “عبد الرزاق السنهوري” في يوم تأبينه : « … و لعلّ أبرز ما يميز الفقيد في حياته الصاخبة المضطربة بالأحداث هو أنه كان يفكر بعقله و بقلبه ، بل كان يخضع عقله لقلبه ، و هذا ما جعله قريباً إلى كل نفس ، فإن أرستقراطية العقل تُبعد ذا الفضل الكبير عن الناس ، أما أرستقراطية القلب فتدنيه منهم »
توفي عبد العزيز باشا فهمي بالقاهرة عام 1951 ..
ومازال منزله و منطقتة وأهله متواجدين بكفر المصيلحة حتى الآن