القاهرية
العالم بين يديك

نشأة الكون

115

كتب/ حمادة توفيق

لا أحدَ يعرفُ على وجهِ الدقةِ كيف حدثَ الانفجارُ العظيمُ، إذا كان الانفجارُ هو الذي أوجدَ لنا المادةَ، فحسبَ علمِنا الانفجارُ يحتاجُ زمنًا ومكانًا للحدوثِ، كيف يمكنُ له أن يحدثَ والمادةُ المكونةُ لنسيجِ الزمكانِ ليست موجودةً أصلًا؟
إذا تفكّرنا في هذا سنكتشفُ أننا ندورُ في دائرةٍ مفرغةٍ لا يمكنُ الهروبُ منها، والتفسيرُ الوحيدُ – من وجهةِ نظري – هو تدخلُ قوةٍ وعقلٍ أسمى خارجَ منظومَتِنا الفيزيائيةِ، غيرِ خاضعٍ للمنطقِ كما هو الحالُ بالنسبةِ للحواسيبِ، لا يمكِنُها استيعابُ ماهيةِ الحياةِ الانسانيةِ “السعادة، الفرح، الحزن، الألم، التعاطف، الخير، الشر، الروائح، الضوء، الاحساس بالزمن، الموت، الحياة”.
هذه الكلماتُ مهما كان ذكاءُ الحاسوبِ لا يمكنه استيعابُ حقيقَتِها، لأن منطقه ليس هو منطقنا، وبالتالي لا يمكنُ إخضاعُ الخالقِ لمنطقِ المخلوقِ، فإذا أرادَ الحاسوبُ أن يتكهَّنَ بواقعِنا كبشرٍ ربما سيفسرنا بمنطقه الثنائي (binary) عبر علاقاتٍ وخوارزمياتٍ، لكنّ تفسيرَه سيكونُ خاطئًا لأن البشرَ ليسوا برامجَ خوارزميةً ثنائيةً، لأن عالم الحاسوب عبارة عن خوارزمياتٍ و (commands)، يفهمُ فقط لغةَ الصفرِ والواحدِ، بينما عالمٌ خالِقُه “الإنسان “عبارة عن مجموعة من القوانين المعقدة المتداخلة فيما بينها من فيزياء وكيمياء وبيولوجيا”.
وفي النهاية يجب الإشارة أن حواسنا وعلمنا عاجز عن تفسير الوجود، وذلك لأن أدوات الرصد لدينا محدودة من طرف صانعنا، كما قال عملاق الفيزياء هيزنبرج “ما نلاحظه ليست الطبيعة نفسها، وإنما الطبيعة معرضة لأساليبنا في التفكير”.
خلاصة كل عالم هي أن هذا الوجود مصنوع بإحكام، فالخلقاويون يقولون أنه الخالق/الله، والملحدون يقولون تدخل خارجي أو أننا نعيش داخل برنامج محاكاة ذكي !!

قد يعجبك ايضا
تعليقات