بقلم/أماني مرسال
لا شك أن الحب من أسمى المشاعر الإنسانية و الارتباط بشريك الحياة من الأحداث ذات الأثر الكبير في حياتنا
لا نستطيع أن ننكر ما له من رونق ساحر يخطف القلوب و يخدر الأذهان
يجعل الفرد منا يعيش عالمه الخاص به الذي طالما انتظره في مخيلته
لذلك نجد الكثير منا يجعل حياته كلها رهنا لهذا الحدث الجليل ويقضي العمر كله سعيا وراء البحث والانتظار متوهما أنه بالعثور عليه سوف تنقلب الموازين و تصير الحياة جنة الله على الإرض يجد فيها كل ما يحلو له
و ما أشد الصدمة و يا لهول ما نكتشف بعد فترة من ذلك الارتباط إن لم يكن على الوجه الأمثل له
فالنصف الٱخر لم يكتمل بعد و السعادة ما زالت مفقودة ، و الفجوة بيننا وبين أرواحنا لا تزال تزداد و تتسع
و السبب في ذلك ليس في شريك حياتك غالبا
إنما حقيقة الأمر أنك تعاني من فراغ داخلي و خواء نفسي وروحي
فتحاول أن تبحث عما يعوض نقصك و يملأ فراغ روحك ويهبك سعادتك المفقودة عن طريق شخص ٱخر إما بالارتباط العاطفي أو بإقامة علاقات إنسانية و صداقات
لكن للأسف تفشل المحاولة
ببساطة شديدة
أنت لست في حاجة إلى نصف خارجي كي يكمل نقصك
نصفك الٱخر هو أنت هو ذاتك التي يجب أن تكتمل
هو عقلك الذي لم ينضج بعد و روحك التي اختنقت منك بإهمالك لأمور قد تحييك و تزهرك
نصفك الٱخر هو شغفك الذي يجب أن تبحث عنه و تسعى جاهدا كي تخرجه للنور و للحياة
نصفك الٱخر هو تطويرك لذاتك و اكتشافك لمواهبك و قدراتك
نصفك الاخر هو شعورك بالحب يملأ قلبك لجميع من حولك هو السلام الداخلي والأمان النفسي
، نصفك الٱخر هو استقلالك و حريتك و إصرارك على النجاح و رغبتك في الحياة مهما واجهت من متاعب و تحديات ، و قرارك الذي تتخذه بكل قوة و حزم ورفضك لكل ما يفقدك احترامك لذاتك
عندما تحقق ذلك كله ستشعر بداخلك بالاكتمال والنضوج ولا تحتاج و قتها من يكملك من الخارج
ابدأ بعدها إن أردت في البحث عن شريك حياة لا ليكملك بل ليشاركك رحلة حياتك بحلوها و مرها، تتفقان سويا على المبدأ والمعيار ، شخصان مستقلان عن بعضكما البعض لكن يجمع بينكما طريق واحد وأهداف مشتركة ،
وجوده يضفي عليك سعادة وبهجة وغيابه عنك لن يميتك
و أخيرا
اعلم جيدا أنك عندما تكون مكتملا و غاب عنك شريكك فمن السهل أن تكمل حياتك منفردا بدونه
لكن من المستحيل عليك أبدا أن تكمل حياتك نصفا
رئيس مجلس إدارة جريدة القاهرية