القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

اشخاص نزلت فيهم ايات من القرآن الكريم سورة البقرة الجزء الثاني

160

نستكمل نشرنا لكتاب اشخاص نزلت فيهم ايات من القران الكريم للدكتور / احمد محمد علي

 

قوله تعالى:{ سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا ۚ قُل لِّلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ ۚ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} (142)

سمي مِنهم رفاعه بن قَيسٍ، وَقَردَم بن عمرٍو، وَكَعب بن الأشرَفِ، ورافِع بن حَرمَلَةَ، وَالْحجاج بن عمرٍو، وَالرَبِيع بن أَبِي الحقيْق

قوله تعالى:{ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ ۖ وَإِنَّ فَرِيقًا مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } (146)

نزلت في عبدالله بن سلام واصحابه

نزلت في مؤمني أهل الكتاب عبد الله بن سلام وأصحابه كانوا يعرفون رسول الله- صلى الله عليه وسلم  بنعته وصفته وبعثه في كتابهم كما يعرف أحدهم ولده إذا رآه مع الغلمان؛

قال عبد الله بن سلام: لأنا أشد معرفة برسول الله- صلى الله عليه وسلم  مني بابني فقال له عمر بن الخطاب: وكيف ذاك يا ابن سلام؟ قال: لأني أشهد أن محمدا رسول الله حقا يقينا وأنا لا أشهد بذلك على ابني لأني لا أدري ما أحدث النساء فقال عمر: وفقك الله يا ابن سلام

قوله تعالى:{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ} (168)

نزلت في ثقيف وخزاعة وعامر بن صعصعة وبني مدلج فيما حرموا على أنفسهم من الحرث والأنعام والبحيرة والسائبة والوصيلة والحام
فالحلال ما أحله الشرع طيباً، قيل: ما يستطاب ويستلذ، والمسلم يستطيب الحلال ويعاف الحرام، وقيل: الطيب الطاهر
{ولا تتبعوا خطوات الشيطان} قرأ أبو جعفر وابن عامر والكسائي وحفص ويعقوب بضم الطاء والباقون بسكونها.
وخطوات الشيطان: آثاره وزلاته، وقيل: هي النذر في المعاصي. وقال أبو عبيدة:هي المحقرات من الذنوب”، وقال الزجاج: “طرقه”.
{إنه لكم عدو مبين} بين العداوة، وقيل: مظهر العداوة، وقد أظهر عداوته بإبائه السجود لآدم وغروره إياه حتى أخرجه من الجنة

قوله تعالى:{ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ۗ أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ} (170)

نزلت في رَافع بن خارجة، ومَالك بن عوف

حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة بن الفضل، عن محمد بن إسحاق, عن محمد بن أبي محمد, عن عكرمة, أو عن سعيد بن جبير, عن ابن عباس قال: دَعا رسول الله صلى الله عليه وسلم اليهودَ من أهل الكتاب إلى الإسلام ورَغَّبهم فيه, وحذرهم عقاب الله ونقمته, فقال له رَافع بن خارجة، ومَالك بن عوف: بل نَتبع ما ألفينا عليه آباءنا، فإنهم كانوا أعلم وخيرًا منا! فأنـزل الله في ذلك من قولهما

قوله تعالى:{ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ } (188)

نزلت في امرئ القيس بن عابس الكندي وفي عبدان بن أشوع الحضرمي

قال مقاتل بن حيان: نزلت هذه الآية في امرئ القيس بن عابس الكندي وفي عبدان بن أشوع الحضرمي وذلك أنهما اختصما إلى النبي- صلى الله عليه وسلم- في أرض وكان امرؤ القيس المطلوب وعبدان الطالب فأنزل الله تعالى هذه الآية فحكم عبدان في أرضه ولم يخاصمه.

قوله تعالى:{ يسألونك عن الأهلة } (189)

نزلت في معاذ بن جبل وثعلبة بن عنمة

قال معاذ بن جبل: يا رسول الله إن اليهود تغشانا ويكثرون مسألتنا عن الأهلة فأنزل الله تعالى هذه الآية.
– وقال قتادة: ذكر لنا أنهم سألوا نبي الله- صلى الله عليه وسلم- لم خلقت هذه الأهلة؟

وقال الكلبي: نزلت في معاذ بن جبل وثعلبة بن عنمة وهما رجلان من الأنصار قالا: يا رسول الله ما بال الهلال يبدو فيطلع دقيقا مثل الخيط ثم يزيد حتى يعظم ويستوي ويستدير ثم لا يزال ينقص ويدق حتى يكون كما كان لا يكون على حال واحدة؟! فنزلت هذه الآية.

قوله تعالى:{ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ } (196)

نزلت في كعب بن عجره

وفقًا لصحيح مسلم، يحكي الصحابي كعب بن عُجْرة، أن هذه الآية نزلت فيه، بعد ما لجأ إلى الرسول يشكو له من وقوع القمل في رأسه فأمره بصيام 3 أيام أو إطعام 6 مساكين، لكل مسكين نصف صاعٍ من الطعام.

قال البخاري : حدثنا آدم ، حدثنا شعبة ، عن عبد الرحمن بن الأصبهاني : سمعت عبد الله بن معقل ، قال : فعدت إلى كعب بن عجرة في هذا المسجد يعني مسجد الكوفة فسألته عن ) ففدية من صيام ( فقال : حملت إلى النبي صلى الله عليه وسلم والقمل يتناثر على وجهي . فقال : ” ما كنت أرى أن الجهد بلغ بك هذا ! أما تجد شاة ؟ ” قلت : لا . قال : ” صم ثلاثة أيام ، أو أطعم ستة مساكين ، لكل مسكين نصف صاع من طعام ، واحلق رأسك ” . فنزلت في خاصة ، وهي لكم عامة .
وقال الإمام أحمد : حدثنا إسماعيل ، حدثنا أيوب ، عن مجاهد ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن كعب بن عجرة قال : أتى علي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أوقد تحت قدر ، والقمل يتناثر على وجهي أو قال : حاجبي فقال : ” يؤذيك هوام رأسك ؟ ” . قلت : نعم . قال : ” فاحلقه ، وصم ثلاثة أيام ، أو أطعم ستة مساكين ، أو انسك نسيكة ” . قال أيوب : لا أدري بأيتهن بدأ .
وقال أحمد أيضا : حدثنا هشيم ، أخبرنا أبو بشر عن مجاهد ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن كعب بن عجرة قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحديبية ، ونحن محرمون وقد حصره المشركون وكانت لي وفرة ، فجعلت الهوام تساقط على وجهي ، فمر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ” أيؤذيك هوام رأسك ؟ ” فأمره أن يحلق . قال : ونزلت هذه الآية) :  فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك(

فمن كعب ؟

لا نعرف الكثير عن كعب، ولم يلعب أدوارًا مؤثرة في التاريخ الإسلامي، فقط نعرف أن يده قُطِعت في إحدى الغزوات، فقيل عنه إنها سبقته إلى الجنة.

قوله تعالى:{ وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204)

نزلت في الاخنس بن شريق الثقفي

قال السدي نزلت في الأخنس بن شريق الثقفي وهو حليف بني زهرة أقبل إلى النبي- صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة فأظهر له الإسلام وأعجب النبي- صلى الله عليه وسلم- ذلك منه وقال: إنما جئت أريد الإسلام والله يعلم إني صادق وذلك قوله:{ويشهد الله على ما في قلبه}  ثم خرج من عند رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فمر بزرع لقوم من المسلمين وحمر فأحرق الزرع وعقر الحمر فأنزل الله تعالى فيه:  }وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل{

وصفه ابن كثير في كتابه «أُسد الغابة» بأنه «حليف بني زهرة» وأن الرسول منحه أموالاً ضمن فئة «المؤلفة قلوبهم ».

أقبل الأخنس على النبي في المدينة وأظهر له الإسلام، وقال للرسول: إنما جئتُ أريد الإسلام، والله يعلم إني لصادق، وكان حلو الكلام حسن المظهر، وهو الأمر الذي أعجب النبي.

حدّد ابن سعد في كتابه «الطبقات الكبرى» أن إسلام الأخنس كان يوم فتح مكة (8هـ)

على كلٍّ، لم يُحافظ الأخنس على وعده للرسول، وفور خروجه من عنده صادَف زرع قومٍ من المسلمين وحُمُر (الإبل متوسطة الحجم)، فأحرق الزرع وعَقَر الحُمر.

واعتُبرت هذه الفِعلة السوداء أيقونة للشر، حتى بات مضربًا للمثل السيئ يُعرف به كما تُعرف الشاة ذات الزنمة (مقطوعة الأذن) من بين أخواتها.

ويبدو أن هذه الصفة اشتهر الرجل بها بشدة في صفوف المسلمين، حتى أنه رُوي عن ابن عباس أنه شُهِّر به في آية أخرى وهي: «عُتُلٍّ بَعْدَ ذَٰلِكَ زَنِيم »ٍ

ويحكي مكي بن أبي طالب في كتابه «الهداية إلى بلوغ النهاية»، موقفين ربطا الأخنس بمعركة بدر، الأول، أنه مرَّ بأبي جهل، يومها، وسأله: «يا أبا الحكم، أخبرني عن محمد، أصادق هو أم كاذب؟ فأجابه أبو جهل: ويحك، والله إن محمدًا لصادق، وما كذب محمد قط، ولكن إذا ذهبت بنو قصي باللواء والحجابة والسقاية والنبؤة، فما يكون لسائر قريش؟»

وربما كان لهذا الرد غير المقنع دور في الموقف الذي سيلعبه الأخنس بعدها عند احتدام القتال في بدر، والتي خرجت لها كل بطون قريش عدا قوم زهرة الذين أقنعهم ابن شريق بالرجوع، فعادوا دون قتال ولم يشهد بدرًا منهم أحد، ومن هذه نال الثقفي لقبه لأنه «خنس» ببني زهرة يوم بدر.

هذا التراجع لم يُكرّره في غزوة أحد، بعد ما ورد اسم ابنه «أبو الحكم» ضمن قائمة أسماء المشركين الذين قتلهم علي بن أبي طالب، والتي أوردها ابن قتيبة في كتابه «المعارف »

وفي كتابه «إعراب القرآن»، ربط صاحبه أبو الحسن الباقولي بين ابن شريق وآية ثالثة هي «وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم» (سورة الزخرف: 17)، ظانًّا أنها نزلت فيه باعتبار أنه واحدٌ من أهل الطائف وكثيرًا ما كان ينزل مكة، لذا جاز أن يُقال بحقه إنه «رجل من القريتين »

بعد خيانة الأخنس للرسول لا نعلم أين ذهب ولا كيف قضى بقية حياته، خاصةً أن المرويات لا تروي لنا أن النبي أمر بعقابه بأي شكل، حتى تُباغتنا معلومة عنه في «أُسد الغابة»، أن وفاته كانت في بداية خلافة عُمر بن الخطاب (13هـ)

فقط نعلم أنه أنجب 3 ذكور حسن إسلامهم واعتُبروا من ضمن الصحابة، هم أسيد والمغيرة وعُمير.

واشتُهر المغيرة بدفاعه البطولي عن عثمان خلال أحداث الفتنة التي عصفت بمكة في أواخر حُكمه، وكيف أنه وقف يصدُّ عن الخليفة ضد هجوم الثوار عليه حتى قتلوه

قوله تعالى:{ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ} (207)

نزلت في صهيب بن سنان (صهيب الرومي )

قال سعيد بن المسيب: أقبل صهيب مهاجرا نحو رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فاتبعه نفر من قريش من المشركين فنزل عن راحلته ونثر ما في كنانته وأخذ قوسه ثم قال: يا معشر قريش لقد علمتم أني من أرماكم رجلا وايم الله لا تصلون إلي حتى أرمي بما في كنانتي ثم أضرب بسيفي ما بقي في يدي منه شيء ثم افعلوا ما شئتم قالوا: دلنا على بيتك ومالك بمكة ونخلي عنك وعاهدوه إن دلهم أن يدعوه ففعل. فلما قدم على النبي- صلى الله عليه وسلم- قال:«أبا يحيى ربح البيع ربح البيع» وأنزل الله{ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله} وقال المفسرون: أخذ المشركون صهيبا فعذبوه فقال لهم صهيب: إني شيخ كبير لا يضركم أمنكم كنت أم من غيركم فهل لكم أن تأخذوا مالي وتذروني وديني؟ ففعلوا ذلك وكان قد شرط عليهم راحلة ونفقة فخرج إلى المدينة فتلقاه أبو بكر وعمر في رجال فقال له أبو بكر: ربح بيعك أبا يحيى فقال صهيب: وبيعك فلا يخسر ما ذاك؟ فقال: أنزل الله فيك كذا وقرأ عليه هذه الآية.
وقال الحسن: أتدرون فيمن نزلت هذه الآية؟ في أن المسلم يلقى الكافر فيقول له: قل لا إله إلا الله فإذا قلتها عصمت مالك ودمك فأبى أن يقولها فقال المسلم: والله لأشرين نفسي لله فتقدم فقاتل حتى يقتل. وقيل: نزلت فيمن أمر بالمعروف ونهى عن المنكر. قال أبو الخليل: سمع عمر بن الخطاب إنسانا يقرأ هذه الآية فقال عمر: إنا لله قام رجل يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فقتل.

قوله تعالى:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ } (208)

نزلت في عبدالله بن سلام واصحابه

أخبرني أبو نعيم الأصبهاني فيما أذن لي في روايته عنه: أخبرنا سليمان بن أحمد حدثنا بكر بن سهل حدثنا عبد الغني بن سعيد عن موسى بن عبد الرحمن الصنعاني عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال: نزلت هذه الآية في عبد الله بن سلام وأصحابه وذلك أنهم حين آمنوا بالنبي- صلى الله عليه وسلم- قاموا بشرائعه وشرائع موسى فعظموا السبت وكرهوا لحمان الإبل وألبانها بعدما أسلموا فأنكر ذلك عليهم المسلمون فقالوا: إنا نقوى على هذا وهذا وقالوا للنبي لله- صلى الله عليه وسلم- إن التوراة كتاب الله فدعنا فلنعمل بها فأنزل الله تعالى هذه الآية.

قوله تعالى:{ يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ ۖ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۗ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ } (215)

نزلت في عمرو بن جموح الانصاري

قال ابن عباس في رواية أبي صالح: نزلت في عمرو بن الجموح الأنصاري وكان شيخا كبيرا ذا مال كثير فقال: يا رسول الله بماذا نتصدق؟ وعلى من ننفق؟ فنزلت هذه الآية.
وقال في رواية عطاء: نزلت الآية في رجل أتى النبي- صلى الله عليه وسلم- فقال: إن لي دينارا فقال»أنفقه على نفسك « فقال: إن لي دينارين فقال»أنفقهما على أهلك:« فقال: إن لي ثلاثة فقال»أنفقها على خادمك:« فقال: إن لي أربعة فقال»أنققها على والديك:« فقال: إن لي خمسة فقال»أنفقها على قرابتك:« فقال: إن لي ستة فقال»أنفقها في سبيل الله وهو أحسنها«

قوله تعالى:{ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ ۖ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا ۗ وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ} (219)

نزلت في عمر بن الخطاب ومعاذ بن جبل ونفر من الأنصار

وجملة القول في تحريم الخمر على ما قال المفسرون أن الله أنزل في الخمر أربع آيات نزلت بمكة وهي : ” ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا ” ( 67 – النحل ) فكان المسلمون يشربونها وهي لهم حلال يومئذ ثم نزلت في مسألة عمر ومعاذ بن جبل ( يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ) فلما نزلت هذه الآية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” إن الله قد تقدم في تحريم الخمر ” فتركها قوم لقوله ( إثم كبير ) وشربها قوم لقوله ( ومنافع للناس ) إلى أن صنع عبد الرحمن بن عوف طعاما فدعا ناسا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأتاهم بخمر فشربوا وسكروا وحضرت صلاة المغرب فقدموا بعضهم ليصلي بهم فقرأ : ” قل يا أيها الكافرون أعبد ما تعبدون ” هكذا إلى آخر السورة بحذف لا فأنزل الله تعالى ” يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ” ( 43 – النساء ) فحرم السكر في أوقات الصلاة فلما نزلت هذه الآية تركها قوم وقالوا : لا خير في شيء يحول بيننا وبين الصلاة وتركها قوم في أوقات الصلاة وشربوها في غير حين الصلاة حتى كان الرجل يشرب بعد صلاة العشاء فيصبح وقد زال عنه السكر ويشرب بعد صلاة الصبح فيصحو إذا جاء وقت الظهر واتخذ عتبان بن مالك صنيعا ودعا رجالا من المسلمين فيهم سعد بن أبي وقاص وكان قد شوى لهم رأس بعير فأكلوا منه وشربوا الخمر حتى أخذت منهم ثم إنهم افتخروا عند ذلك ( وانتسبوا ) وتناشدوا الأشعار فأنشد سعد قصيدة فيها هجاء للأنصار وفخر لقومه فأخذ رجل من الأنصار لحي البعير فضرب به رأس سعد فشجه موضحة فانطلق سعد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وشكا إليه الأنصاري فقال عمر : اللهم بين لنا رأيك في الخمر بيانا شافيا فأنزل الله تعالى تحريم الخمر في سورة المائدة : إلى قوله ( فهل أنتم منتهون)

وذلك بعد غزوة الأحزاب بأيام فقال عمر رضي الله عنه : انتهينا يا رب قال أنس : حرمت الخمر ولم يكن يومئذ للعرب عيش أعجب منها ، وما حرم عليهم شيئا أشد من الخمر .

قوله تعالى:{ ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن } (221)

نزلت في أبي مرثد الغنوي وقيل نزلت في عبد الله بن رواحه

أخبرنا أبو عثمان ابن أبي عمرو الحافظ قال: أخبرنا جدي أخبرنا أبو عمر أحمد بن محمد الحرشي قال: حدثنا إسماعيل بن قتيبة قال: حدثنا أبو خالد حدثنا بكير بن معروف عن مقاتل بن حيان قال: نزلت في أبي مرثد الغنوي استأذن النبي- صلى الله عليه وسلم- في عناق أن يتزوجها وهي امرأة مسكينة من قريش وكانت ذات حظ من جمال وهي مشركة وأبو مرثد مسلم فقال: يا نبي الله إنها لتعجبني فأنزل الله- عز وجل (  ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن)

– أخبرنا أبو عثمان قال: أخبرنا جدي قال: أخبرنا أبو عمرو قال: حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثنا عمرو بن حماد قال: حدثنا أسباط عن السدي عن أبي مالك عن ابن عباس في هذه الآية قال: نزلت في عبد الله بن رواحة وكانت له أمة سوداء وإنه غضب عليها فلطمها ثم إنه فزع فأتى النبي- صلى الله عليه وسلم- فأخبره خبرها فقال له النبي- صلى الله عليه وسلم »ما هي يا عبد الله؟« فقال: يا رسول الله هي تصوم وتصلي وتحسن الوضوء وتشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسوله فقال:«يا عبد الله هذه مؤمنة» قال عبد الله: فوالذي بعثك بالحق نبيا لأعتقنها ولأتزوجنها ففعل فطعن عليه ناس من المسلمين فقالوا: نكح أمة وكانوا يريدون أن ينكحوا إلى المشركين وينكحوهم رغبة في أحسابهم فأنزل الله تعالى فيه:(ولأمة مؤمنة خير من مشركة) الآية.

– وقال الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بعث رجلا من غني يقال له: مرثد بن أبي مرثد حليفا لبني هاشم إلى مكة ليخرج ناسا من المسلمين بها أسراء؛ فلما قدمها سمعت به امرأة يقال لها: عناق وكانت خليلة له في الجاهلية فلما أسلم أعرض عنها فأتته فقالت: ويحك يا مرثد ألا تخلو؟ فقال لها: إن الإسلام قد حال بيني وبينك وحرمه علينا ولكن إن شئت تزوجتك إذا رجعت إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- استأذنته في ذلك ثم تزوجتك فقالت له: أبي تتبرم؟ ثم استغاثت عليه فضربوه ضربا شديدا ثم خلوا سبيله فلما قضى حاجته بمكة انصرف إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- راجعا وأعلمه الذي كان من أمره وأمر عناق وما لقي في سببها فقال: يا رسول الله أتحل أن أتزوجها؟ فأنزل الله ينهاه عن ذلك قوله)  ولا تنكحوا المشركات(

قوله تعالى:{ ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم } (224)

نزلت في عبد الله بن رواحه وقيل نزلت في ابي بكر الصديق

قال الكلبي: نزلت في عبد الله بن رواحة ينهاه عن قطيعة ختنه بشير بن النعمان وذلك أن ابن رواحة حلف أن لا يدخل عليه أبدا ولا يكلمه ولا يصلح بينه وبين امرأته ويقول: قد حلفت بالله أن لا أفعل ولا يحل لي إلا أن أبر في يميني فأنزل الله تعالى هذه الآية.

وقال ابن جريج : نزلت في أبي بكر الصديق حين حلف أن لا ينفق على مسطح حين خاض في حديث الإفك

اشخاص نزلت فيهم ايات من القرآن الكريم سورة البقرة الجزء الاول

ولتحميل الكتاب كاملا من الرابط التالي

https://alqahria.com/2021/05/12/44496/

قد يعجبك ايضا
تعليقات