القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

لماذا نجحت اوروبا في الاتحاد فيما فشل فية العرب؟

99

كتب/محمد احمد عبد الغني

مع ان مقومات الاساسية للاتحاد من لغة واحدة وديانة مشتركة وعدو مشترك وطبيعة ارض ومناخ في صالح العرب لقيام اتحاد متوفرة ولكن اخفق العرب علي مر العصور لقيام اتحاد بينهم سوي بقوة السلاح والسيطرة والاحتلال
أهم درس يمكن أن يؤخذ من الوحدة الأوروبية أنها قامت على أسس اقتصادية عملية وليس على الشعارات الرنانة. كما أن الدرس التاريخي لهذه الوحدة لا يقل أهمية عن سابقه. فقد رأينا كيف أدت الحروب الدامية في النهاية إلى تعاون الفرقاء وكيف اتحد الرابحون والخاسرون على مبدأ عظيم ألا وهو لا غالب ولا مغلوب. طبعاً الظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية في العالم العربي مختلفة لكن روح الوحدة أمر إنساني عام فالكل يسعى إلى التكاتف والتكامل. لكن سبب تأخر الوحدة العربية هو الاعتماد علي قوي خارجية لحماية أمنهم القومي أو عروشهم والصراع علي ريادة المنطقة العربية وكانت تتمحور منذ البداية على الأسس السياسية والتي كانوا مازالوا اغلبهم لا يملكونها وقد خاضوا حروب دامية ضد بعضهم البعض علي مر العصور تنفيذا لاوامر وبالتباعية عن دون رغبة شعوبهم ولا تتفق مع مصالح بلادهم اما تحت امرة المستعمر العثماني او الانجليزي والفرنسي واخيرا الامريكي كحروب العراق وسوريا واليمن وافغانستان وليبيا وغيرها وما يجب ان نبداء بالتكامل الاقتصادي اولا. فالاقتصاد وليس السياسة هو الذي خلق الدولة القومية والتكتلات الأممية. يجب البدء بالاقتصاد وليس بالسياسة وشعاراتها الرنانة”

أريد القول إن العرب يمكنهم تعلم الإرادة القوية والإدارة الصحيحة. نحن نعرف أن الوحدة الأوروبية بدأت بالفحم (اتفاقيات الفحم والحديد والصلب) أما الوحدة العربية فقد فشلت بالنفط. هذا أولا. أما ثانيا، فيمكنني القول إن العرب يمكنهم تعلم درس القرارات المدروسة بتفكير عقلاني وليس بعاطفية ولا بالطبائع العربية واسلوب اما ان توافقني علي كل شيئ وتصبح تابع لكل اتجاهاتي السياسية او تكون عدوي وخائن للاخوة والصداقة العربية ثم المعايرة والتنمر علي من يرفض التبعية علي سبيل المثال انا ضد النظام السوري ولابد ان تكون كذلك والا لن تكون صديقا وقد تؤدي الي قطع العلاقات وهدم المصالح فيما بيننا
. كما يجب علينا خلق مؤسسات قادرة على اتخاذ هذه القرارات، وذلك لمصلحة الشعوب وليس لمصلحة النخبة. إذن، يجب في البداية التوصل إلى وحدة اقتصادية ومن ثم وحدة ثقافية واجتماعية وفي نهاية المطاف فقط التفكير في الوحدة السياسية
ولكي يتم التكامل بين الدول العربية يجب عليهم
اولا – البدء في كتابة تاريخ جديد لعلاقات الدول المشاركة ومحو اي ذكري لخلافات سابقة وفصل التكامل الاقتصادي بينهم عن تحلفات اعضائها مع القوي العالمية سواء كانت شرقية او غربية

ثانيا ان تتولي مؤسسات الدول ملف التكامل في السياسات عن الاقتصاد ووضع ميثاق غير قابل للتراجع فية الا بموافقة الاطراف واستمرارة حتي مع وجود خلافات سياسية

ثالثا ابعاد العاطفة وخلافات الحكام عن الشؤن الاقتصادية وتكامل الشعوب
يكفي ان تعلم بان الدول العربية تلجاء للاستثمار في الخارج في امريكا واوروبا واسيا والصين وايداع امولالهم في بنوكها بمبالغ تتجاوز عشرة ترليون دولار ومثلهم ما بين حروب بينية بينهم وانهيارات البورصات العالمية سواء في اسيا او امريكا
في حين ان ربع هذا المبلغ ان احسن استخدامة بالمنطقة العربية لحقق طفرة علي جميع المستويات الاقتصادية تجعل العرب قوة مؤثرة في العالم يحسب لها الف حساب ليس فقط علي المستةي الاقتصادي ولكن السياسي والعسكري
وان اردنا تفعيل السوق العربية المشتركة والذي بدء من سبعون سنة وحتي يومنا هذا لم يتحقق

– تكثيف الاهتمام العربي الرسمي بمشروع ربط الدول العربية بشبكات سكك حديدية، والتحرك الجدي لوزراء النقل العرب تجاه الدفع نحو بناء شبكات تعود بفوائد اقتصادية واجتماعية عديدة على دول العالم العربي.
وذلك لأهمية دور النقل والمواصلات في النمو الاقتصادي القطري والإقليمي، فالمنطقة العربية واحدة من مناطق قليلة جداً لا تملك مثل هذا النوع من الربط فعليا بين دولها، أو حتى على الأقل بين الاثنتين من دولها، فمثلا فالقطارات تعد من أهم سبل المواصلات بين الدول الأوروبية، ولم يقف البحر حاجزا أمام تطوير هذا النوع من الربط بين دولها، فالنفق الرابط بين بريطانيا وفرنسا تحت بحر المانش، يشكل شرياناً حيويا لقطاع النقل بين الجزيرة البريطانية والقارة الأوروبية.
2- الاستخدام الأمثل للموارد التي يمتلكها الوطن العربي وتوزيع الاستثمارات في المشروعات الصناعية بين الدول العربية وفقاً للميزة التنافسية لكل دولة .
3- التوسع والمرونة في قوانين الاستثمارات لتسهيل حركة رؤوس الاموال ، والتوظف داخل الوطن العربي، مما يعني المزيد من الإنتاج وزيادة الدخل ورفع مستوى المعيشة لأفراد المجتمع في الوطن العربي.
4- زيادة حجم التجارة البينية بين الدول العربية واتساع حجم السوق العربي أمام المنتجات العربية.
ولإذابة العقبات التي بوجه التكامل العربي :
التنسيق بين السياسات الاقتصادية التي تطبقها كل دولة عربية على حدة وبين السياسات الاقتصادية الرامية إلى تحقيق أهداف التكتلات الاقتصادية العربية، والتنسيق بين أي تكتل اقتصادي عربي مصغر وبين التكتل الاقتصادي الشامل بحيث لا يكون هناك تعارض بينهما.
والعمل على زيادة في حجم التجارة البينية بين الدول العربية وإعطاء الأفضلية للأسواق العربية في تسويق المنتجات العربية.
والحفاظ على كيان كل دولة عربية داخل التكتلات الاقتصادية العربية، والاهتمام بتوفير الأجهزة والمؤسسات العربية الكفيلة بتنفيذ برامج التعاون الاقتصادي العربي للوصول إلى التكتل الاقتصادي الفعال، والعمل على توفير البعد التكاملي بين الاقتصاديات العربية ومحاولات تقليص التنافسية بين الاقتصاديات العربية

قد يعجبك ايضا
تعليقات