كتب/ أحمد النحاس
في الليل لا شيء يدهشني ظلام مترهل يكسو بأطرافه أزقة هجرتها المصابيح ونجوم كسلى تائهة غلبها النعاس وقلوب حمقاء لا تكف عن الدمع ولا تنام.
ذات ليل كانت الحياة جميلة بما فيها ومن فيها، لم يكن للعتمة وجودًا، كانت النجوم تسبح بأريحية الأسماك الملونة في سماء سريعة الصفاء، كنا نضحك ونمرح ببراءة أطفال لم يُكلفوا، كانت حاضرة بكل تداعيات المشاعر، تشرق الشمس من وجهها ولا تغيب، تشاطرنا الليل، تلعب مع القمر لعبة الصراحة وألعب معها لعبة الشفافية، كان من الممكن أن نتوحد سويًا ونتعاهد على ألا نفترق، لكن الشمس لم تكن أبدًا لتشرق ليلًا، كانت متكبرة على الدوام، كيف للقمر أن يتحمل مزاجيتها الحارقة، دائمًا يعكس نورها ليثبت للناس وجودها، أما أنا كيف لي أن أثبت لسكان النهار وجودك؟!
على استحياء جلست أتصفح صورها في ذاكرتي، يا الله كيف لها أن تكون بكل هذا الحسن، هي نوع من الضوء الذي يلتحم مع شفافية الأسطح فيقيم كرنفاله الخاص، حاولت التقاط ما أتوسم فيه شيئًا يجعلني أمحي ذكراها وتنتهي قصتها عند هذا الحد، لكنني لم أجد وكانت الخيبة من نصيبي، ما العيب في أن تكون حاضرة تملأ الزمان والمكان، تحاصرني كما تحاصر الأقمشة الجديدة أقراص الحفظ في صرة الملابس، تنطلق نحوي كما ينطلق السهم نحو الفريسة وأنطلق نحوها كما لو أن الفريسة تهرب، ما العيب في حب السلامة والتخلص من إطار الصور الباهت القديم وصناعة آخر جديد وتأتِ؟
أتساءل: ماذا لو أنقرض لبعض الوقت ونعود فنلتقي في مكان يشبه هذا الذي التقينا فيه أول مرة، هل سيكون هناك فرق إن حدث الأمر لمرة ثانية، أمدد قدماي على مكتبي وأسند رأسي على ظهر الكرسي كوطواط يتدلى من غصن، تمتلئ رأسي بالأفكار وتتسابق فيها الأسئلة، لقد كنت حزينًا بما يكفي لأعلن الهدنة مع الذاكرة عوضًا عن تهشيمها، زرعت حولي الكثير من الأشجار لكنها أبدًا لم تثمر، قلت: يكفيني الظل، لكنها أبدًا لم تظللني، حاولت مرارًا إعادة ترتيب اللوحة لتكون أقرب للحقيقة، خرجت من شرنقة الوحدة قليلًا وقبل أن أتأهب للانطلاق خانتني حواسي المضطربة من ضجيج الشارع، فعاودت الكرة وأخذت ألملم ملامح المكان القديم حتى نسيت ملامحي.
تسجيل الدخول
تسجيل الدخول
استعادة كلمة المرور الخاصة بك.
كلمة المرور سترسل إليك بالبريد الإلكتروني.
تتجه
- الحد الأدنى للأجور بالقطاع الخاص 6 آلاف جنيه
- القيادة المركزية الأمريكية تنفي صلتها بانفجار قاعدة عسكرية بالعراق
- بناء على طلب السلطات أبل تسحبت تطبيقي “واتساب” و”ثريدز” من متجر تطبيقاتها في الصين
- هايدي موسى تخرج عن المألوف
- محمد عبد العزيز يبعد المصورين عن الفنان أحمد السعدني.
- المطرب أمير سلطان ضيف سعد الصغير في سعد مولعها نار
- الفنان التشكيلي الهادي بنصيرة يعرض لوحاته برواق الفنون ببنعروس
- مصرع وإصابة 16 شخصاً بحادث مروع بطريق بنها الحر
- نجاة إيران وإسرائيل في تجنب حرب شاملة حتى الآن
- العراق يدعو سوريا لحضور مؤتمر بغداد الدولى الرابع للمياه
القادم بوست
قد يعجبك ايضا
تعليقات