بقلم _ السيد عيد
اليوم السادس والعشرون..
بينما كان حسين مع أمه أمينة يركبون أتوبيسا لشراء ملابس العيد ؛ كان رمضان يلملم حاجياته ويوصينا قبل الوداع؛ بأن نحسن استقبال شوال، وإذا بحسين يستمع لإثنين من الرجال يجلسون فى المقعد التالى لهم ويتحدثون عن ليلة القدر
وكيف كان شاب كفيف أخبره الطبيب أنه من المستحيل أن يعود اليه بصره مرة أخرى ، ويقول الشاب ان هذه الليلة وافقت ليلة السابع والعشرين من العام قبل الماضى، فقام الشاب للصلاة واستمر في الدعاء والتضرع الى الله حتى أصابه الاغماء ، واستيقظ وهو يرى الناس حوله وقد عاد إليه بصره ، إنه الدعاء المستجاب الذي وافق ليلة القدر والله قادر على كل شيئ .
فسأل أمه يا أمى ما هى ليلة القدر ولما سميت بهذا الاسم ؟
هي معشوقة الجميع التي نحلم برؤيتها هي الليلة التي أنـزل فيها الله تعالى القرآن الكريم على رسولنا الكريم سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام الذى كان يذهب كثيراً الى غار بمكة يسمى غار حراء، حيث أنه كان يقضي وقته فيه في مناجاة ربه والصلاة والعبادة والتهجد، في الوقت الذي كان فيه أهل قريش يعبدون الأصنام.
ولذلك سميت بليلة القدر، لما لها من قدر ومكانة .
وما فضل هذه الليلة يا أمى ؟
فضلها عظيم فقد فضّلها الله سبحانه وتعالى على سائر الليالي، فهى أفضل من ألف شهر، يعطي الله عباده فيها ثوابًا عظيمًا لعمل الخير.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدّم من ذنبه”.
وفي هذه الليلة تتنـزل الملائكة على عباد الله المؤمنين، يسلمون عليهم ويستغفرون لهم، ويدعون حتى طلوع الفجر.
وفى أى يوم تأتى يا أمى الحبيبة ؟
بيّن الرسول عليه الصلاة والسلام أنّ ليلة القدر تكون في إحدى الليالي الوتر فى العشر الأواخر من شهر رمضان ولم يحدد أي ليلة بالضبط، ولذلك يجتهد المسلمون بالعبادة في العشر الأواخر.
إنها ليلة معتدلة لا تكون شديدة الحر في الحر ولا تكون شديدة البرد في البرودة، مبيناً أنها ليلة هادئة ويكون فيها نوع من أنواع السلام والسكينة.
يحيي المسلمون ليلة القدر بذكر الله تعالى، والصلاة، وقراءة القرآن وقيام الليل والدعاء، وقد كان حبيبنا عليه الصلاة والسلام يعلم أمنا عائشة أن تقول فى العشر الأواخر : “اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني”.
اللهم بلغنا ليلة القدر يا حسين
يارب يا أمى يارب
أعجبني كلامك يا أمى وحرك في نفسي دافعاً غريباً وحافزاً يهتف بي أن أفوز بهذه الليلة فاللهم بلغنا ليلة القدر .