القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

الماسونيةُ تحكمُ العالمَ. (الحلقةُ الثانيةُ).

96

كتب/ حمادة توفيق
تابعنا يا صديقي في الحلقةِ الماضيةِ كيف تمكنَ اليهوديُّ روتشيلد (امشل باور) وبنوهُ الخمسةُ من السيطرةِ على اقتصادِ العالمِ، وفي هذه الحلقةِ من السلسلةِ سنكملُ ما نحن بصددِ تبيانهِ فيما يتعلقُ بآلِ روتشيلد ونواياهم الخبيثةِ للسيطرةِ على العالمِ تمهيدًا لحكمِ سيدهم الدجّالِ.
والآن يا صديقي سأضعُ بين يديكَ الأسسَ المختلفةَ التي قامتْ عليها منظمةُ روتشيلد الماليةُ.
منذ كوَّنَ روتشيلد مُنظَّمَتَهُ الماليةَ ولإحكامِ سيطرتها على العالمِ، وضعَ لها الأسسَ التي جعلتها أحدَ أفرعِ الماسونيةِ العالميةِ.
ففي عامِ 1773م اجتمعَ مائير روتشيلد وكان وقتها في الثالثةِ والثلاثينَ من عمره مع كبارِ رجالِ المالِ في فرانكفورت، وكانوا اثني عشر رجلًا، وعرضَ عليهم تأسيسَ مجموعةٍ واحدةٍ كي يمولوا الحركةَ الثوريةَ العالميةَ طمعًا في السيطرةِ على ثرواتِ الشعوبِ والأيدي العاملةِ بعد سيطرةِ الثوارِ على تلك الدولِ.
ووافقَ المجتمعون على هذا المخططِ الذي اعتمدَ على المالِ وخلْقِ ظروفٍ اقتصاديةٍ مشبعةٍ بالقلقِ، بحيث ينتجُ عنه تفشي البطالةِ ثم دفعُ العامةِ إلى الثورةِ.
وقد نجحَ هذا المخططُ في فرنسا وتمكنَ من إنهاءِ الحكمِ الملكيِّ، وهذا المخططُ يتممُ أعمالَهُ حتى الآن في الدولِ التي ترغبُ الماسونيةُ في إزاحةِ حكامِها، خاصةً الملكيينَ، ثم تمكينِ الشعوبِ فيها ليسهلَ السيطرةُ عليها.
وكان من الأسسِ التي وضعها روتشيلد لمنظمته:
– إذكاءُ نارِ الشرِّ والإرهابِ لحلِّ أيِّ خلافاتٍ بين الطوائفِ المختلفةِ في البلادِ المرادُ القضاءُ على أنظمةِ الحكمِ فيها.
وعللَ روتشيلد ذلك بأنّ المجتمعَ البدائيَّ الأولَ كان يخضعُ للقوةِ العمياءِ، التي أُطلِقَ عليها فيما بعدُ اسم القانون، وقال : (إن الحقَّ هو القوة).
– الاستيلاءُ على عقولِ الجماهيرِ بالدعوةِ إلى الحريةِ السياسيةِ، حتى إذا آمنتْ الجماهيرُ بتلك الفكرةِ قبلت التنازلَ عن بعضِ امتيازاتِها وحقوقها دفاعًا عن الفكرةِ، ومن ثم يسهلُ على الثوارِ الاستيلاءُ على حقوقِ الشعوبِ الأخرى.
– استعمالُ فكرةِ الحريةِ لإثارةِ النزاعاتِ الطبقيةِ داخلَ المجتمعِ، والاستيلاءِ على مقاليدِ الحكمِ، واستبدالِ الدينِ بالحريةِ.
– أعلن روتشيلد أن الغايةَ تبررُ الوسيلةَ، وأن الحاكمَ الذي يحكمُ بموجبِ القواعدِ الخلقيةِ ليس السياسيَّ الماهرَ، وأضاف: يجبُ على الذين يرغبونَ في الحكمِ أن يلجأوا إلى الدسائسِ والخداعِ والتلفيقِ، لأن الفضائلَ الاجتماعيةَ الكبرى كالصدقِ والاستقامةِ ما هي إلا عيوبٌ كبرى في السياسةِ.
– حذر روتشيلد أعضاءَ منظمتهِ فقال: يجب أن تظلَّ سلطتُنا الناجمةُ عن سيطرتِنا على المالِ خفيةً عن أعينِ الجميعِ، حتى يتأتى اليومُ الذي تصل فيه هذه السلطة إلى درجة من القوة يستحيل معها على أية قوة أخرى أن تشكل خطرًا عليها.
– دراسةُ نفسيةِ الجماهيرِ والشعوبِ المختلفةِ كي تتمَّ السيطرةُ على زمامها، لأن الجماهيرَ عمياءٌ، عديمةُ التفكيرِ وسريعةُ الانفعالِ.
وقال: (لا يستطيع التحكم في الجماهير وتسييرها بفاعلية سوى حاكم طاغية، والطغيان المطلق هو السبيل الوحيد لبناء الحضارة، فالحضارة لا يبنيها الجماهير وإنما يبنيها الذين يقودون هذه الجماهير).
وأضاف: (إن الحرية المطلقة تتحول إلى فوضى إذا ما حصلت عليها جماهير الشعب).
ذكر ذلك كله صاحب كتاب (أحجار على رقعة الشطرنج).
– أكد روتشيلد على ضرورة استخدام المشروبات الكحولية والمخدرات والفساد الأخلاقي وكل أنواع الرذائل لإفساد الشباب في الأمم، ليسهل السيطرة على الشعوب، وذلك عن طريق العملاء الربويين المنتشرين في الأرض، وتجار الممنوعات والمخدرات.
ونصح روتشيلد أن يتم تدريب هؤلاء العملاء لشغل وظائف قيادية في بلدانهم، والعمل كأساتذة في المدارس والجامعات، ومربيات ومديرين للبيوت الراقية.
وأضاف: (أضيف إلى هذه الفئة الأخيرة النساء، بعض سيدات المجتمع اللواتي سيتطوعن من تلقاء أنفسهن، لمناقشة الأخريات في ميادين الفساد والترف، على أنه لا يجب أن نقف عند أي حد في ميادين الرشوة والفساد والفضائح والخيانة، ويجب أن نستغل كل شيء في سبيل الوصول إلى الهدف النهائي).
– أوصى بإعلان شعارات لجذب الجماهير، مثل: الحرية والمساواة والإخاء والديمقراطية.
ثم طرح روتشيلد جوهر نظريته فأعلن أنه على جماعة المؤامرة الحاضرين أن يعملوا على إثارة الحروب دائمًا، كما أن عليهم أن يسيطروا ويوجهوا محادثات السلام التي تعقب الحروب بشكل يتم الاتفاق فيه على ألا يحصل أيٌّ من الفريقين المتنازعين على مكاسب سياسية.
وتقوم نظرية إثارة الحروب بين الشعوب على إنهاك الأمم المتورطة فيها، وإضعافها ونهب ثرواتها، بعد إيقاعها في دوامة الديون والقروض.
– وضع روتشيلد خطة للسيطرة على وسائل الإعلام والدعاية، لنشر الأكاذيب والاشاعات والفضائح الملفقة التي يبثونها بين الجماهير، وكذلك السيطرة على الصحافة.
فقال: (سوف نحوز بفضل امتلاكنا الصحافة على سلاحٍ ذهبيٍّ، ولا يهم كوننا لن نصل إلى السيطرة عليه إلا بعد خوض بحار من دماء ودموع الضحايا، لقد ضحينا في بعض الأحيان بالبعض من شعبنا، ولكن ضحية واحدة منا تعادل ألفًا من ضحايا الجواييم “يقصد غير اليهود”).
– إنشاء الشبكات السرية الإرهابية لقلب نظم الحكم الغير متعاونة، ثم إعدام هؤلاء العملاء بعد السيطرة على مقاليد الحكم.
– افتعال الأزمات الاقتصادية وسيطرة رأس المال.
وأشار إلى أن الهدف من ذلك كله هو الإفادة من تغلغل الماسونية في مختلف دول العالم، ونشر الفكر العلماني والإلحادي بين صفوف الجماهير.
وقال روتشيلد: (عندما يحينِ وقتُ سيدنا وسيدِ العالمِ أجمعَ لاستلامِ السلطةِ، فإنّ هذه الأيدي ذاتها ستتكفلُ بإزاحةِ كلِّ من يقفُ في طريقهِ).
وبالطبع سيده سيد العالم هو المسيح الدجال الذي يمهدون له الطريق لحكم العالم.
– إيجاد حكومة عالمية تسيطر على العالم كله، وهذا هو هدف الماسونية العالمية.
ولهذا قال روتشيلد: (سيكون من الضروري إنشاء احتكارات عالمية ضخمة، تدعمها ثرواتنا المتحدة بمجموعها، بحيث تصل هذه الاحتكارات إلى درجة من السلطان والهيمنة، لا يمكن لأيِّ ثروةٍ من ثروات الجواييم مهما عظمت إلا أن تقع تحت وطأتها، مما يؤدي إلى انهيار هذه الثروات والحكومات، عندما يأتي اليوم الذي سنضرب فيه ضربتنا الكبرى، وهكذا أيها السادة تستطيعون وكلكم خبراء في الاقتصادِ أن تدركوا أهميةَ تلك المعادلة).
والآن يا صديقي قد تسأل نفسك:
كيف تم كشف هذه المخططات إذا كانت تتسم بالسرية؟ وكيف أصبحت ظاهرة للعلن؟
أجابَ على هذا التساؤل صاحب كتاب: (أحجار على رقعة الشطرنج) فقال:
(الجوابُ على ذلك في منتهى البساطة، إن العناية الإلهيةَ هي التي تولت كشفَ تلك الخطة الشيطانية، ففي عام 1785م كان أحد الفرسان يغذي السير بجواده بين فرانكفورت وباريس، حاملًا معلوماتٍ مفصلةً حول الحركة الثورية العالمية و بتعليمات خاصة حول الثورة الفرنسية، كانت التعليمات صادرة عن النورانيين اليهود في ألمانيا، وموجهة إلى السيد الأعظم الماسوني المشرف الأكبر في فرنسا).
و كانت محافل الشرق الأكبر الماسونية في فرنسا قد تحولت إلى شبكات سرية تعد للثورة وأعمال العنف على يد الدوق دورليان السيد الأعظم الماسوني في فرنسا، والذي جرى إدخاله إلى المنظمة النورانية اليهودية في ألمانيا عل يد مورابو، أصيب ذلك الفارس بصاعقة في طريقه وهو يعبر منطقة راتيسبون قضت عليه، ووقعت الوثائق التي كان يحملها بحوزة رجال الشرطة للذين سلموها بدورهم إلى السلطات المحلية في بافاريا.
وهكذا نرى في حال دراستنا لتطور الأحداث الارتباط القائم بين روتشيلد والنورانيين اليهود في فرانكفورت والنورانيين المتسللين داخل الماسونية الفرنسية الحرة، والذين أسسوا محافلهم الخاصة المعروفة بمحافل الشرق الأكبر.
و الجدير بالذكر هنا أن جماعة النورانيين اليهود قد قرروا اتخاذ محفل الشرق الأكبر في مدينة انغولد شتات مركزًا لانطلاق حملة تغلغل المنظمة في قلب الماسونية الأوروبية، وتم التخطيط من خلالها للثورة الفرنسية بعد أن قاموا بتجنيد الماركيز ميرابو لتحقيق أغراضهم، والذي قام بتجنيد الدوق دورليان وأقنعه بأن يقوم بالثورة واعدًا إياه باعتلاء عرش فرنسا.
وفي ختامِ الحلقةِ تفاعلوا مع المنشورِ وشاركوه على نطاقٍ واسعٍ لتعمَّ الفائدةُ واللهُ المستعانُ.
يُتبع

قد يعجبك ايضا
تعليقات