القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

المساجد تئن وتشتكي عمارها والمصاحف تعود حزينة للرفوف

89

بقلم السيد عيد
اليوم الثالث والعشرون
عدد كبير من المساجد أصبحت خاوية على عروشها
ونحن في أواخر أيام رمضان، رحل الكثير وبقي القليل منك يا رمضان وتسدل أستارك وتودعنا، المساجد تئن، المساجد تتألم .. يشتكي مِن مَن؟ يئن ويتألم من ماذا؟ هذه هي القضية التي سنعيشها مع سيد أفندى.

ينطلق سيد أفندى لأداء صلاة التراويح في المسجدالقريب من منزله حيث كانت تمتلئ عن آخرها بالمصلين من مختلف المراحل العمريّة، ذهب سيد أفندى إلى  المسجد بخطى هادئة
ليجد صفا واحدًا فقط من المصلين، والمصلين يتناقصون بل ينعدمون أحياناً، الأذان ينتشر منها لكننا نراها خاوية.

إلا أنه لفت نظر سيد أفندى فتى معاق لم تمنعه إصابته بالشلل من الحضور إلى المسجد ليصلي التراويح مع الجماعة على الرغم مما يجد من معاناة وصعوبة فى تأدية الصلاة،
مما جعل سيد أفندى للأسف الشديد يحزن أن يكون هناك أصحاء يتكاسلون عن أداء صلاة الجماعة على الرغم من أن الأمر  ميسر لهم، فالمسجد به أحدث أنواع التكييف والمياة المثلجة وقرب المساجد من المنازل بل وكثرتها، ومع ذلك ترى تقاعسهم عن أدائها في المسجد وانشغالهم بمشاهدة المسلسلات والبرامج الرمضانية.
ويتساءل سيد أفندى “إذا كانت الإعاقة لم تمنع هذا الشاب من صلاة الجماعة.. فما الذى منعنا نحن؟”

إن ذوي الاحتياجات  الخاصة دائما ما يقبلون على رمضان بالصبر والعزيمة وذلك لوجود صعوبة شديدة في بعض المساجد التي للأسف ليست مهيأة لهم في المداخل ودورات المياة وأماكن الصلاة، وعدم إعداد المصاحف بلغة برايل لفاقدي البصر أو على الأقل توفير مكان للاستماع إلى القرآن الكريم، ومع ذلك تجد بعض المعاقين يتحاملون على أنفسهم ويذهبون إلى المساجد رغم صعوبة ذلك ليستمعوا إلى المواعظ، ويصلوا التراويح.

المساجد تتوق لأناس، كانوا من فرط تعلقهم به، أنهم يسعون إليه لقضاء الفرائض بالحب طاعة لله، ويسيرون إلى التراويح في رمضان بالأشواق، فحنين المساجد اليوم يستبطن الكثير من مشاعر الحب للراكعين، وعواطف الود للساجدين.
ولكن هيهات لقد هدأت الخطى إلى  المساجد و قصرت الصفوف و عادت المصاحف يعلوها التراب كما كانت فوق الرفوف.
رحل الكثير وبقي القليل منك يا رمضان وسيمضي الوقت وتحمل أمتعتك لتغادرنا ولم نتعلم الدرس، الدنيا فانية ولا تساوى عند الله جناح بعوضة فرب رمضان هو رب باقي العام.

قد يعجبك ايضا
تعليقات