بقلم/السيد عيد -ريشة/غادة مصطفى
اليوم السابع عشر… بينما يجلس سيد أفندى فى عمله وفي لهو بريء بذكريات تتجدد بين الحين والآخر تمنى سيد أفندى أن يعود به الزمان للوراء فلعب كرة القدم أحد تلك الذكريات التي لا تفارق ذهنه وكان أبنائه يلعبون الكرة داخل البيت ، وقد نبهت الأم عليهما مرارًا ، وتكرارًا ، بأن يقوما بلعب كرة القدم ، خارج المنزل ، وذلك في الحديقة الواسعة أو فى مركز الشباب ، ولكنهما رفضا أن يسمعا كلام أمهما وأخذا يلعبان في البيت ، وبينما هما يلعبان ، وفي تسديدة لضربة جزاء ، فجأة ، اصطدمت الكرة بالنافذة الزجاجية ، لينهال زجاج النافذة ،مكسورا على الأرض من شدة الاصطدام ،ويتناثر فى كل مكان، شعر الأخوان بالخوف ، والندم الشديد .
إعتذر الأبناء لأمهما بعد موجة من الغضب الشديد ووعداها أن يلعبا بعد ذلك خارج البيت.
يعود سيد أفندى من عمله ليجد شباب كثيرين يلعبون الكرة ويقتطعون جزء من الشارع العام ويحددون عارضة المرمى بالحجارة غير مكترثين باستياء سكان الحي من الازعاج فمن بينهم المرضى وكبار السن وتذمر سائقي السيارات من عرقلة المرور وعلى الرغم أن اللعب محفوف بالمخاطر إلا أن ممارستهم للرياضة من منطلق أن صحتهم وأبدانهم هي كل ما يمتلكون، فهي تعد وسيلة للترفيه،واللعبة صاحبة الشعبية الجارفة بينهم.
يقف سيد أفندى ليشاهد المباراة فقد تجدد حنينه لكرة القدم بينما يستلم بسام الكرة ببراعة وتخطى عدد من اللاعبين وتصادف مرور عم حسين رجل كبير فى السن ولكنه خفيف الظل يحبه الجميع.
لقد كان سيد أفندى مذعورا من أن تسدد الكرة بشدة ويصيب عم رجب ضرر،
اقترب بسام أكثر وأكثر ومن ثم ركل الكرة بشكل قوي باتجاه عم حسين. لقد رأيتها تسير باتجاهه بشكل رهيب وكأن الزمن قد توقف وكأننا داخل كرتون كابتن ماجد جميعنا قد نتذكر الركلة القوية التي نفذها الكابتن ماجد حدث هذا بالفعل في المباراة التى أقيمت فى الشارع ولكن لحسن حظ الرجل المسن عم حسين أن الكرة ارتطمت بالعارضة.
نظر لهم وابتسم ابتسامة عريضة وقال: ايه يابنى دا .. ايه اللى انت عامله دا .. يانهاااار أبيض.. يخرب عقلك ياراااجل
بملامح فريدة وخفة دم مصرية، جعل الجميع يبتسم رغمًا عنه، فنظرات عينه، وحركات يده، وقسمات وجهه، وردود الفعل الكوميدية كأننا نشاهد المعلق الرياضى مدحت شلبى
ليرد عليه البعض: الله عليك ياشلبوكة وبعدها يطلق الحكم صافرة نهاية المباراة معلنا تعادل الفريقين بدون أهداف..وينطلق مدفع الإفطار وينصرف الجميع.
مانراه من خفة دم المصريين وعشقهم للعب الكرة فى أى مكان وزمان وغم ذلك لعب الكرة فى الشارع يمثل خطورة إلا أن مراكز الشباب تعد هى الملاذ الآمن للشباب، مراكز الشباب كانت أسعارها رمزية، وفيها تنوع فى الرياضة التى يمكن أن يمارسوها وتتيح مختلف الألعاب للشباب،لاسيما مع ارتفاع رسوم اشتراكات الأندية الرياضية وسوء حالة بعض مراكز الشباب وتطوير البعض الآخر، كان من الضرورى أن تكون هناك أولوية لإتاحة الفرصة لمختلف فئات المجتمع لممارسة الرياضة عن طريق تخفيض رسوم الإشتراك واعتبار التربية الرياضية مادة إجبارية بالمدارس وعودة النشاط الرياضى للجامعات بعد إنتهاء جائحة كورونا.