كتب – محمد جابر
” لا تُفنى الطاقة ولا تُستحدث من العدم”،
تخبرنا الديناميكا الحرارية بتلك الحقيقة، ثم يأتي الشهر الكريم ليكسر تلك القاعدة بطريقة ما، فتجد بك قوة من حيث لاتدري تُصبرك عن الطعام والشراب، وتعينك على أداء الفرائض في مواقيتها، وترتيل القرآن آناء الليل وأطراف النهار، والتسبيح بُكرة و عشياً…
لكن الجهل بكيفية استخدام تلك الطاقة يُخِل بقانون الديناميكا الحرارية – السابق ذكره – مرة أخرى، فتجد تلك الطاقة فُنيت بعد فترة وجيزة، وتجد نفسك لا حول لك بأداء التراويح ولا قوة لك بإتمام ما تبقى من الختمة، ولا سلطة لك على أعضائك تجعلك تستمر في ما بدأت من العبادات.
يحذر الكثير من الواعظين من تلك الظاهرة قبل رمضان، لكني أجد ذلك لا يُغني عن وقوع الكثيرين فيها، فرأيت أنه من الأحرى التحدث عن الأمر عند حدوثه.
و لأن الذكرى تنفع المؤمنين كان واجب تذكيري وإياكم أن سبب تلك المعضلة هي الهجوم على العبادات وعدم التدرج فيها مما يثقل القلب والروح فيبعث على الملل سريعاً، يقول الرسول – عليه الصلاة و السلام- : “إن هذا الدين متين، فأوغلوا فيه برفق”.
لكن لا يكمُن حل المشكلة في التدرج فقط ولكن بدفع روافد المعصية والبعد عن المُلهيات، وتصحيح بعض العادات الخاطئة كالإفراط في تناول الشراب والطعام وعدم كبح الشهوات كما ينبغي .
يقول أبو بكر الصديق – رضي الله عنه – : ” إذا فاتك خير فأدركه، وإن أدركك فاسبقه.” ، فاحرص على أن تدرك تلك العبادات التي بدأتها ولم تكملها، واحرص كل الحرص أن تسبقها حين تدركك.