القاهرية
العالم بين يديك

يا ست أمينة الكذب مالوش رجلين

182

 

بقلم السيد عيد ـــ ريشة غادة مصطفى

اليوم السادس عشر
الحكاية تبدأ بعودة سيد أفندى من عمله متأخرا بعد الافطار
ليجد زوجته جالسة مع الست أم لطفى والست أم محمود وفور دخوله البيت تترك جيرانها وتتدخل ورائه وتقول له
يعنى داخل علينا إيد وراء وإيد قدام لا كيس تمر ولا كيس سوبيا أو حتى كيلو قطايف وكنافة.
يرد سيد أفندى على حرمه المصون: منين يا أمينة المرتب لا يكفى لآخر الشهر .

تركت زوجها لتجلس مع صديقاتها يقطعن فى فروة من يعرفن ومن لايعرفن يعنى روحتى السوق امبارح يا أم لطفى ولا حس ولا خبر ولا حتى سالتى حد عايز حاجة من السوق ولا لا يا وليه مش متفقين كل واحدة تروح يوم السوق سامحوني اصل امبارح ابو لطفى كان تعبان قوى ومخرجش ولا راح الشغل بعد ما نقل عفش البنت، ده أبو لطفى مجهزها جهاز غالى أوى.

لتبدأ الست أمينة بالكلام : الله يرحمك يابابا اشترى لى طقم الصينى من فرنسا والكاسات من ايطاليا والمعالق معلقة ذهب وواحدة فضة من لندن ،وكان يشترى الفاكهة أقفاص أقفاص والسمنة البلدى صفايح صفايح ولا المكسرات كراتين كراتين،
مخى راح فين سبت عرسان كتير دكتور وضابط وسفير ومهندس واتجوزت جوازة الندامة دى.

وفجأة يخرج عليهم سيد أفندى قائلا: بطلى فشر وكدب يا أمينة ده أنا لولا أتقدمت لك كان زمانك قاعدة فى بيت أبوك لحد دلوقتى وبعدين فاكهة ايه وسمنة بلدى ايه اللى صفايح صفايح ده انت مش قادرة تفرقى بين البندق واللوز.

الست أم محمود: صلوا ع النبى ياجماعة كل سنة وانت طيبين رمضان كريم.. نستأذن تصبحوا على خير.

الست أمينة تبرطم قائلة: الله يرحمك يابابا.

سيد أفندى: يا أمينة الكذب مالوش رجلين والفشر لا يفرق عن الكذب يا أمينة، الإنسان قيمته بعمله وأخلاقه، مش بالكذب والفشر على الناس، بسبب الكذب الواحد ممكن يخسر ماله ، أصحابه ، أسرته ، حتى نفسه، الصدق يجعلك تشعرين بالبهجة والسعادة الصدق يجعلك تكسب احترام وتقدير الآخرين لك وبعدين الفقر مش عيب.

الست أمينة: ياندامة انت زعلت منى يا سيد يقطعنى.

قد يعجبك ايضا
تعليقات