بقلم رانيا ضيف
كثيرا ما تأملت حياتنا، وما عشناه فى الماضي، وما آلت له الأحداث .
كيف كنّا نفكر ونشعر وكيف كانت قناعاتنا، وكيف شَكَلنا وَعْيَنا فى هذه الحياة ؟!
فعقولنا من أسمى معجزات الخالق، أودع فينا كل أسرار الكون، وقد أيقن ذلك العارفون والأولياء والعلماء.
فقال سيدنا على ابن أبي طالب -رضي الله عنه وأرضاه- أبيات تشير لتلك الحقيقة بقوة
دَواؤك فيك وما تُبصر
وداؤك مِنك وما تَشعر
أتزعُمُ أنك جُرمٌ صغير
وفيك انطوى العالم الأكبر
فأنت الكتابُ المُبين الذى
بأحرُفِه يَظهرُ المُضمَرُ
وما حاجة لك من خارجٍ
وفِكرُك فيك وما تُصدِرُ
فنحن كلوحة البازل، مرسوم فيها تفاصيل الصورة كاملة، وأنت تمتلك تلك القطع مبعثرة، تتمثل فى أفكارك ومشاعرك وتجاربك واختياراتك .
كل ما عليك أن تختبر كل شعور، وتكرر خوض التجربة تلو الأخرى لتضع كل قطعة من البازل فى مكانها الصحيح.
فكلما اجتهدت وغامرت وتعلمت كلما وضعت عددا أكبر من تلك القطع فى أماكنها، فاتضحت لك الصورة، وزالت ألغاز الحياة شيئا فشيئا، لتتجلى لك الحِكم والمعرفة .
والمقصد من وراء تجارب كثيرة سواء قمت بها، أو وضعتك الأقدار فيها، ولم تعرف الهدف أو المغزى منها حينذاك .
فحينما تصفو أنفسنا تيسر اتصالنا بالخالق، وتلقينا أنوار المعرفة، فانقشع ظلام الجهل، وسمت أرواحنا تعرج طرق السلام والمعرفة الحقة .
إذا كل ما علينا أن نعي قدر الحياة، فهي مجرد لعبة لوقت محدود،
كلما لعبت باستمتاع الأطفال؛ وثابرت فى عملك كالنملة دؤبة العمل .
كلما أتقنت فنون اللعبة وكلما عشت السعادة بمراحلها المختلفة، وارتقيت طوال الوقت .
فلا تعط الحياة أكبر من قدرها، واستثمر وقتك فى حل ألغازها بالكثير من العمل، والكثير من الاطمئنان أنك يوما ما ستصل وتلامس أحلامك السحاب، لتتجلى فى عالمك أروع النتائج .
ولا تحزن؛ فإن الحزن يوهن الجسد ويضعف القلب ويطفىء الروح، ولا تحمل هموم الغد
على كتفك بل نام قرير العين متوقعا انفراج الأحوال “فكل متوقع آت”
ودع المقادير تجري في أعنتها
ولا تبيتن إلا خالي الـبـال
ما بين طرفة عين وانتباهتها
يغير الله من حال إلى حال”