بقلم/ دكتورة سلوى سليمان
هناك أزمة تهدد كيان الكثير من الأسر في ظل مجتمع يعج بالعديد من المشاكل على كافة الأصعدة، وهي الصمت بين الزوجين حيث يتسبب في إرباك الحياة الزوجية وإثارة الشكوك عند كلاهما بوجود طرف آخر وقد يظن كلا الطرفين أن الآخر يتخذ موقفا خاصا تجاهه فيبحث عن أسباب لعدم الخوض في الحوار والهروب من جلسات النقاش مما يؤدي بدورة في التسبب في شرخ جدار الزوجية فبلا جدال الكلام والحوار هما الحل الأمثل لإعادة الحياة إلى طبيعتها
وسواء أكان الصمت من طرف الزوج أم من الزوجة فإن مواجهته وتمزيقه بالكلام أمر حتمي من أجل بقاء كيان الأسرة؛ لأن الكلام عنصر من أهم عناصر التفاهم بين الزوجين والأولاد، فالبيت المسلم يقوم على مشاركتهما، ويهدف إلى السكن والمودة والرحمة، ولا سبيل إلى ذلك إلا بالتفاهم والتواصل بالحوار. وهناك حكمة عربية قديمة تقول “تكلم كي أراك” تحمل في مضمونها أهمية الكلام في التواصل الاجتماعي، فإذا كان الكلام مهمّاً بين الناس لتحقيق التعارف والتعاون والتكامل فإنه أكثر أهمية بين الزوجين، إذ يسهم الصمت في زلزلت كيان الحياة الزوجية.
فقد كشفت دراسة أعدَّتها “لجنة إصلاح ذات البين” في المحكمة الشرعية السنية بلبنان أن انعدام الحوار بين الزوجين هو السبب الرئيس الثالث المؤدي إلى الطلاق. فأسباب الانفصال يكمن في عدم النضج، وعدم التفاهم، وصمت الزوج.
لذا يجب أن لا يسمح الزوجين بانقطاع التواصل طوال اليوم بحجة العمل، لأن هذا من شأنه أن ينتج فتوراً يؤدي إلى الصمت الزوجي لذا يجب أن يستمر الحوار والفضفضة بين كلاهما خلال اليوم بحيث ان يكون الحوار بينهما هادئاً
وهادفاً، تحت مظلة الاستماع والتفاعل وليس بصيغة السؤال كي لا يشعر أحد الطرفين أنه في استجواب من جانب الطرف الآخر وإلا فسيفضل الصمت عن تكرار حوار بهذه الطريقة،لذا يجب أن ان يضع الزوجين ذلك نصب أعينهم….