بقلم/السيد عيد -ريشة /غادة مصطفى
اليوم الرابع عشر ..
سيد أفندى يذهب لعمله كالمعتاد ويجلس على مكتبه وأمامه الكمبيوتر واذا بطابور من المواطنين يقف أمامه وفجأة يقع السيستم ليعلن عن القضاء على أحلام المواطنين وآمالهم فى تخليص مصالحهم ذلك اليوم.
سيد أفندى يعود لبيته قبل المغرب ليجد زوجته وفى يدها الهاتف المحمول وتشاهد صفحات الموضة والأزياء وقد نسيت إعداد الطعام للإفطار وإذا بسيد أفندى يضرب كفا بكف والشرر يتطاير من عينيه ويكتم نارا موقدة فى جوفه
يتنفس بعمق عله يهدأ وهى تلملم تليفونها المحمول المتناثر
وتجمع أغراض مبعثرة هنا وهناك أكواب ،أطباق، كتب ،أقلام
تفتح باب الثلاجة وتغلقه تخرج خبزا وتضعه مرة أخرى
تفتح دولاب مطبخها لتطبخ أى شيئ بسرعة لعل سيد أفندى يهدأ من ثورته وسيد أفندى يتمنى لو يفصل الإنترنت كما حدث في عمله أو كما وقع هو من الجوع.
وسائل التواصل الاجتماعي ووجود كل الملهيات في الفيسبوك لكل شرائح العائلة فالمراة تجد الموضة والطبخ وتحدث أقاربائها هنا وهناك والرجل نفس الشيء يجد ما يريده والاطفال ايضا يجدون العابا مثل ببجي وبيس وغيره من الاشياء.
تعلمنا وتعبنا وذاكرنا ونجحنا وحصلنا على شهادة جامعية
دون وجود انترنت أو سيستم واقع. يومنا الدراسى كان فيه حصة ألعاب وحصتين رسم المدرس، كان يشرح بالطباشير على السبورة.
وطابور الصباح اللي فيه تحية العلم وعزف المرش العسكري وطلوع الفصل بالدور مع كل معلم الحصة الاولى، التعليم اللي أخرج عباقرة أطباء ومهندسين وأدباء ومحامين وضباط جيش وشرطة أمثال مجدى يعقوب وطه حسين وأحمد زويل ونجيب محفوظ والعقاد ..ومع السيستم الواقع لضعف البنية التحتية للإنترنت وخاصة فى المناطق الريفية.. فلا زمان ولا مكان لها بل نحن نتوغّل ببصيرة ثائرة ؛ وخيال جامح بفكر وفلسفة غريبة ، نحتاج لتطوير و بناء و تأهيل و تدريب المعلم والطالب تدريبا فعليا ملموسا علي أرض الواقع ليكون قادرا علي مواكبة تطوير طرق التدريس والتعلم الجديدة.
شهر رمضان فرصة حقيقية لإعادة ترتيب أمور كثيرة، لترتيب تفاصيل حياتنا التي تبعثرت بسبب طريقة حياتنا وانشغالنا بالإنترنت الذى جاء بدمار فتاك للأسر لعدم استخدامه الإستخدام الأمثل .