القاهرية
العالم بين يديك

الزبادى منتهى الصلاحية

136

بقلم/السيد عيد-ريشة/غادة مصطفى 

اليوم الثالث عشر… لا زال سيد أفندى يتذكر تلك الليلة التي ذهب فيها للمستشفى بشكل مفاجئ ولم يذهب من مخيلته ماحدث حين شعر بألم قوي في البطن لم يهدأ إلا بإبرة مسكنة ولم يعرف ماحدث الا بعد سؤال الطبيب له: ماذا أكلت فى سحور اليوم؟ فتذكر سيد أفندى “الزبادي” الذي اشتراه من السوبر ماركت القريب من منزله وأخذ 4 علب من الثلاجة، ولم يلتفت لتاريخ الصلاحية والإنتاج ولكن كان يساوره شيء من الفرح مثله مثل الكثير الذين يفرحون بشراء السحور فسعره كان رخيصا جدا ونتيجة لقلة ذات اليد لم يجد سيد أفندى أمامه سوى شراء هذا الزبادى الرخيص السعر لوجود سلع أخرى سيشتريها للسحور.

أصبح الغش حولنا فى كل مكان فلو نظرنا لحال قنواتنا الفضائية: سنجدها تعرض إعلانات وهمية، وأدوية مغشوشة، ، بمجرد إن تشاهد التلفاز تجد قنوات تعرض مسلسلات وأفلام، يتخللها إعلانات منتجات مغشوشة من أدوية للتخسيس وفياجرا وبعض منتجات التجميل والرشاقة، حيث تقدم بعض الشركات نوعيات مختلفة منها وموجهة إلى شريحة معينة من الزبائن تعدهم بالحصول على تخفيض الوزن والرشاقة أو تحسين أداء بعض الأعضاء في الجسم عن طريق بعض الأعشاب.
ولو خيروا سيد أفندى بين زبادى منتهى الصلاحية وعصير فواكه مغشوش وبين عصير الإعلام العربي فعليه بعصير الفواكه المغشوش ويستحسن أن يكون زبادى صلاحيته منتهية فهو أقل ضررًا من مما نشاهده فلا يشعر بمدى المرارة والتعاسة التي يشعر بها المشاهد مثلما يتعرض لمثل هذا الغش.

من المسئول عن هذه الحالة من الفوضى وترك المشاهد فريسة لهؤلاء التجار تجار الوهم ؟ فى ظل وجود وزارة للصحة ومجلس أعلى للإعلام ومواثيق للشرف الاعلانى ونقابة للأطباء ونقابة للصيادلة تمنع مواثيقها كافة أنواع الاعلانات عن الأدوية؟
كل يوم نتعرض لحالات غش كثيرة لن تنتهي طالما هناك الجشع وانعدام الذمة في واحدة من فنون الغش التي فاقت الوصف في ليلتنا ليلة الزبادى المنتهى الصلاحية.

قد يعجبك ايضا
تعليقات