القاهرية
العالم بين يديك

برديات مصرية قديمة سجلت علاج أمراض العيون، تعرف عليها

119

كتب _ عماد اسحاق
رصدت دراسة أثرية للدكتورة هدير عبيد دكتوراه في الأثار المصرية القديمة أمراض العيون فى مصر القديمة والذى خصص لها جزء كبير في بردية إيبرس من الفقرة 336 حتي 431 كليًا
وتشير الدكتورة هدير عبيد إلى كثير من رسومات الفنون التشكيلية التى تصور فاقدى البصر وخاصة عازفي الهارب ( اللوحة الشهيرة بمقبرة نخت ) وكذلك المطربين كما نلاحظ نماذج أخري لأمراض العيون في البرديات بدءًا من التهاب الملتحمة أو النزف الدموي تحت الملتحمة ( إيبرس 384) وعلاج أخر للقضاء علي نزف العين يتكون من صحنين كبيرين من الصلصال يوضع في الأول دقيق القمح ولبن سيدة وضعت مولودًا ذكرًا , ويوضع في الثاني لبن ويتركان طوال الليل عٌرضة للندي وفي الصباح تملأ عينيك بهذا الدقيق ثم تغسلهما باللبن الموجود بالصحن الثاني وتقوم بهذه العملية أربع مرات متتالية.
ويلقى خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار الضوء على هذه الدراسة مشيرًا إلى علاج الحول الذى ذكر فى بردية ( إيبرس 345) وعلاج أخر لتثبيت حدقة العين يتكون من قشر الأبانوس + سلفور الزرنيخ من صعيد مصر يذاب المسحوق في الماء ويوضع في العين باستمرار
أما حالات إسالة الدموع بكثرة من العين فقد نصحت بردية ( إيبرس 376) بالتالي علاج أخر للقضاء علي إسالة الدموع باستمرار من العين يتكون من صلصال + جزء من شجر الخروع + عسل يطحن الخليط جيدًا ثم يوضع في العين .
ويتابع الدكتور ريحان بأن علاج جروح العين فى ( إيبرس 381) يتكون من ثمار شاشا مطبوخ + حنظل+ عسل, يسحق الخليط جيدًا ثم يحفظ في قطعة قماش , ثم تضمد بها العين فوق الجفون .
وعلاج أخر مشابه في بردية ( إيبرس 337 ) يشير إلي ما يجب عمله عند حدوث نزف أو مدة شديدة في العين ؛ من الجدير بالذكر أنه لوحظ في مقبرة ” إيبوجي ” بدير المدينة أن هناك رسمًا يوضح أحد العمال الذي يحاول استخراج جسم غريب من عين زميل له حيث كانت مثل هذه الحوادث متكررة باستمرار وخاصة لمن يقومون بالاشتغال بالخشب والحجارة .
ويشير الدكتور ريحان من خلال الدراسة إلى عناية خاصة بالأكياس الدهنية والتي أطلق عليها ( بقع دهنية إيبرس 354 ) وكذلك النقط البيضاء في القرنية ( بقع بيضاء إيبرس 347 ) والتي تم علاجها بصفراء كبد سلحفاه وعسل ، وحالة شتر خارجي ( جرح قطعي في الملتحمة إيبرس 409 ) علاج أخر لحالة شتر خارجي بالعين يتكون من كبريتيد الرصاص 1/2 + بيضة صقر 3/4 يسحق الخليط جيدًا ثم يوضع علي جفون العين .
أما ما يجب عمله عند الإصابة بورم في جفن العين فتنصح بردية إيبرس 335 بالتالي علاج أخر للقضاء علي تورم العين يتكون من : كبريتيد الصوديوم + ملخيت ( كحل أخضر ) شجرة djaret + خشب متعفن تخلط المكونات بالماء وتوضع علي الجفون .
كما أهتم المصري القديم بعلاج حالات الغمس ( العشي الليلي ) أي أنعدام القدرة علي الرؤية عند الغروب أو في الضوء الخافت وذلك بسبب نقص فيتامين A ( إيبرس 351 ) : علاج أخر لعلاج شوي العيون أي حرقها يتكون من كبد ثور يتم شيه وتحلله ثم يوضع علي العين ؛ أنه علاج فعال , هذه الحالة يتم علاجها ايوم بتعاطي فيتامين A ومن المعروف ان الكبد غني بهذا الفيتامين ونلاحظ أن الصينين قد استخدموا فضلات نفس الحيوان لعلاج مرض العشي الليلي .
ومع ذلك يجب النظر بحذر وعدم السخرية من وصفات معينة لجأ اليها المصريون القدماء دون دراستها وتحليلها بعمق ودقة .
وينوه الدكتور ريحان إلى مرض ” الكتاركت ” أو المياه البيضاء الذي حظي باهتمام كبير في مصر القديمة , حيث أطلق عليه المصري القديم akhet-net mu mirty أي ” صعود الماء في العين ( إيبرس 380 ) : علاج أخر يتكون من حلتيت (كلخ ) أبو كبير + ملخيت + نفط خام , يسحق الخليط ويمزج جيداًثم تكتحل به العين ؛ والجدير بالذكر استخدام النفط الخام في علاج المياه البيضاء ونزيف العين .
وقد أشار ( ليفيفر ) إلي أول تدخل جراحي لعلاج المياه البيضاء والذي لجأ إليه الجراح ” أنتيلوس ” السكندري القرن الثاني الميلادي بأسلوب ما يعتقد أنه من أختراع ” كريسيو ” في اليونان تعتمد هذه الطريقة علي إنال بللورة العين باستخدام إبره .

قد يعجبك ايضا
تعليقات