بقلم/ طارق درويش
في ظل هذا الزمان المليء بالصراعات والصدمات بين الآباء والأبناء وانهيار الشخصية والمجتمع..
بسب هذا الصراع القاتل والذي قد يؤدي إلى انهيار شخصية الأبناء والذي قد يؤدي أيضا إلي الانهيار النفسي قبل الانهيار العاطفي والأخلاقي.. قد يفرض الآباء رأيهم وشخصيتهم علي أبنائهم ويتجاهلون رأي الأبناء في كثير من الأمور التي تخصهم ولهم حرية القرار فيها يرديون بذلك أن يتحكموا في أبنائهم وكأنهم أداة تتحرك يميناً ويساراً حسب رؤيتهم !
فيدمرون شخصية الأبناء بانعدام الثقه فيهم بسب فرض الرأي وهذا قد يؤدي أيضا إلي فجوة كبيرة في نفوس الأولاد..
أب يرى أن من مصلحة أبنائه الزواج من شخصية معينة ويري من منظوره الشخصي أن الشخصية مناسبة ..
ومن منظوره الشخصي برأي أن هذا العمل مناسب لهم أو هذه الكلية مناسبة لهم وإلى غير ذلك من أمور كثيرة، فماذا بعد ؟!
من يريد فرض الرأي علي أبنائه ولا يرى أن الله سبحانه وتعالي قد جعل الشورى في كثير من الأمور لأن أحيانا النفس والعين لا ترى كثير من الأمور الغامضة .
ولأن الآباء قد يميلون إلي رأي أشخاص آخرين ويقتنعون بهذا الرأي والذي يتم فرضه علي أبنائهم ومن منظورهم الشخصي أنه الصواب..
وعندما يرفض الأبناء رأي أبيهم يبدأ الأب بمهاجمة الأبناء ويعرقل طريق حياتهم و مستقبلهم . وحينها قد يلجاء الأبناء إلي التطرف الأخلاقي وانهيار شخصيتهم وفشلهم في مجتمعهم و مستقبلهم..
ولنا نماذج كثيره في مجتمعنا نري شباب وفتيات من كثرة الانهيار الأخلاقي تم سقوطهم في بئر الفساد وسارعوا إلى تعاطي المخدرات والتدخين ومصحابة الشباب الفاسد وأدى ذلك أيضاً إلي انتحار كثير من الشباب والفتيان في السنين الماضية من كثرة الضغوط النفسية التي يمرون بها في منازلهم ويحاولون الهروب من سجن البيت الذي ظل في مجتمعنا سجن لا هروب منه..
كل هذا يرجع الي نشأة وتربية الأب الذي تربي عليها ويريد أن يربي أبنائه حيث تربي هو وفي الأصل قد يكون ضل طريق التربيه التي هي أساس كل إنسان لأن حين يتأسس الإنسان علي التربيه الصحيحة منذ طفولته سيضع بصمة في مجتمعه الذي نشأ فيه…
فالتربيه كالأساس البنياني الذي إذا أسسته بشكل صحيح أقام بنيان متين ومستقيم أما إذا لم تؤسسه علي الطريق الصحيح ينهار البنيان وينهار معه كل شيء من شخصية الإنسان ولا ننسي قول ربنا سبحانه وتعالي..
أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ تَقْوَىٰ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ۗ وَاللَّهُ
لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ..
لذا ننصح أبائنا أن نركز علي التربية الصحيحية لأبنائنا قبل فرض الرأي عليهم وقبول الرأي والرأي الآخر والمعاملة الحسنة حتي نعبر سوايا إلي حياة كريمه ومستقبل مشرق..
وختاماً علينا بوصية الرسول صلى الله عليه وسلم..
أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ
أولادك أمانة الله لك فلا تضيع أمانة الله..