القاهرية
العالم بين يديك

إني صائم

234

بقلم/ سالي جابر

ثرثرة كاذبة تختلج في عقلي الكثير من الأفكار والأسئلة، لا إجابات لها؛ بل إنها تساؤلات تدفعني للحديث مع ذاتي، لأجد في داخلي ضوضاء لا احتملها، أخرج إلى الشارع حيث الأجواء الرمضانية الفاتنة، حيث تخف ضوضائي بضجيج الشارع، أقف أمام خيم الفوانيس أشتاق إلى ذكرياتي مع أسرتي حينما كانت أمي تنسج من خيوط شعري ضفائر تنسدل خلفي، وألبس إسدال صلاتي وأغطي ضفائري، واشتري سبحة وسجادة صلاة وفانوس، فَرِحة بهم، وأقف مع الجيران حينما يقومون بتزيين الشارع، -ضوضاء- إنما ضوضاء جميلة ينبثق منها الفرح، يشع منها الأمل كنسمات هواء خفيفة في أشهر الربيع تحمل السعادة للقلوب؛ أما الآن أضحى ضجيج الشارع يحمل مشاحنات الأشخاص حيث يقول البعض ليس لدي طاقة للتحمل إني صائم، أصوات مسلسلات وأغاني يرددها الأطفال، صواريخ تشتعل تحت قدماي يرتجف قلبي منها، أين طقوس رمضان؟!
أين بهجة ذلك الشعر العظيم؟!
هل رحلت مع أولئك الذين رحلوا عنا وتركونا نقاسي أُناسً يسبون ويلعنون باسم الصيام ليهتفون ( إني صائم)
ذهبت مسرعة إلي البيت أُقبل أطفالي الذين يعلمون أن تلك المسلسلات مزعجة، وبرامج المقالب تافهة قد تودي بحياة إنسان، وأن المال الذي ننفقه علي البومب والصواريخ يُجنى ثماره إذا كان كوجبة طعام لشخصٍ فقير.
علمت أن أسئلتي التي تحمل الضجيج في عقلي كانت كأعمدة الإنارة في شوارع خاوية، عندما قمت بوضع خطتي مع أطفالي لهذا الشهر
هذا الشهر للعبادة، لنعلم أن ما نُهي عنه في النهار حلال، ولكن امتثالًا لأوامر الخالق- عز وجل- حتى نكُف عن المحرمات، وكل ما علينا أن نفعله أن نفهم معني قول رسول الله – صلى الله عليه وسلم- ” من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر” .
الصيام عبادة جسدية روحية، لها طقوس اختلقناها لنكون صورة ذهنية تُسعدنا، لتربط ذلك الشهر بالفرحة، ولنفهم ماذا تعني( إني صائم)؟!

قد يعجبك ايضا
تعليقات