متابعة عبدالله القطاري من تونس
أَنَا الّذِي تَسْتَحِي الْكلِمَاتُ في أدَبِي
لا أشتُـمُ الخَصْمَ إنِّي الْكَاظِمُ النَّعِمُ
إنْ تهْجُو خصْمًا تَقُولُ «الْأعْمَى» فِي صَلَفٍ
اُنْظُرْ أمَا لِلّهِ ذِي الأنْـــوَارُ والــظُّـلَـمُ
ليسَ الْعَمَاءُ قُصُورَ العَيْنِ في بَصَرٍ
إنّ الْكَفيفَ كَفِيفُ الْعَقْـلِ لوْ عَلِمُوا
لا اللّيلُ لا الْخَيْلُ لا البيْدَاءُ تأسَرُني
مَا يَـأْسَـرُ النّفسَ إلاّ الْحِلْمُ والْكَرَمُ
بِكَمْ بلاطٍ نَظَمْتَ الْقَوْلَ مُرْتَزِقًا
ومِـنْ مُلُـوكٍ خَطَبْـتَ الْـوُدَّ يَا عَلَمُ
لا تَـنْفعنَّـكَ يَوْمَ الْعَرضِ مَـفخَرَةٌ
لَا السَّيْفُ والرُّمْحُ لاَ الْقِرْطَاسُ لاَ القَلَمُ
اُنْظُرْ إِلَى الكَوْنِ جُنْدُ اللّهِ يَحْكُمُهُ
في كُلِّ أرْضٍ رِدَاءُ الْمَوْتِ يَرْتَسِمُ
هَذَا الْوَبَاءُ يَطُولُ النّاسَ فِي عَجَلٍ
إثْـرَ السُّـعَالِ تَرى الأنْفَاسَ تَنْكَتِـمُ
كَـأنّه النَّــارُ يَسْـرِي بالــدُّنَى نَهِمًا
يَخْشَوْنَهُ العرب في الأنام والْعَجَمُ
مُتَـنَبِّـي إلْــزَمْ قَبْـرَكَ لاَ تَخْـرُقَنَّ
حَجْرًا فَخَيْلُكَ فِي أوْصَالِهَا النَّدَمُ
لِكُـلِّ عَــصْـرٍ شـَاعِــرٌ ومُـدَوِّنٌ
وَ بِـكُــلِّ غُــصْـنٍ طَـائِــرٌ يَتَـرَنَّـمُ
ولِكُلِّ ذي فَـرَسٍ بِيَـوْمٍ كَبْـوَةٌ
ولِكُـلِّ طَـاغٍ فِـي الأنَـامِ جَهَـنَّـمُ
لا تَزْعَمَنَّ نُـبُوَّةَ حَـرْفِكَ ثملا
فَـوَحْدَهُ اللّهُ يُسمِعُ مَـنْ بِـهِ صَمَمُ
بقلم : فاروق الجعيدي