القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

حب فى النزع الأخير

139

بقلم / رانيا ضيف
أحبها على طريقته، بل غرق فى حبها وأغرقها معه !
غار عليها حتى من الهواء الذى يداعب شعرها الغجري، والشمس التى تلامس بأشعتها خدودها الوردية، وثغرها البسام .
رغب دوما فى إخفائها عن العيون وتارة يريد أن يُريها للعالم بأكمله ليعلن امتلاكه لها،
يحذر من الاقتراب منها أو حتى المساس بخيالها .
كانت تحبه؛ تنام مثل العصفور على كتفه، أو مثل قطة تجد لها مكانا آمنا فى كمه .
لكن نار الغيرة نشبت مع طموحها المعلن فى أن تكون هي .
راقب نظرات الناس نساء ورجالا لها،
لاحظ حضورها الطاغي، ووقع فريسة بين فخره بها، ورغبته فى اختطافها من بينهم مخافة أن يلفت نظرها غيره !
تصيد الأخطاء لافتعال مواقف صدامية، فيجرجرها للخطأ، ثم يساومها على جزء من حلمها ..
كانت تتزايد الصراعات والخلافات، وتتقلص الطموحات والأحلام .
عاشت سنوات سجينة عشقه وأنانيته،
وكان هو الآخر يصارع إحساسه بأنه يخسرها
فيزيد ضغطه عليها، وتفور غيرته .
كان يرى الفراق وشيكا، ولكنه عاجز عن الحركة
لا يستطيع كبح نفسه ووساوسها.
كان يبكي على أعتابها لتسامحه كل مرة .
وكانت فى كل مرة تعود؛ ينكمش القلب، ويتضاءل الحب، ولكن لا بديل فكما يعشقها تعشقه!
لكن الروح متعبة، والنفس مرهقة، والحب ينازع ..
تكرر المشهد كثيرا بنفس تفاصيله وأحداثه،
حتى خبا الحب، واشتعل حب التملك.
بادرته بطلبها للطلاق؛
نظر لها بغضب وخوف وقلب مرتعش يئن بالداخل وقال: ماذا ؟!
أنت أنا، وروحي، وكل دنيايا.
أنت ملكي كله، وعزي، وعزوتي،
أنت قدري، وأنا قدرك،
مادمت تحبينني فلمَ الفراق ؟!
ردت بقلب حزين وروح انطفأ فيها وهج الحياة، وحروف تكاد تصارع للخروج من بين شفتيها:
أريد أن أحيا .
نظر لها بعيون غاضبة، وكأنه أيقن فشل محاولته الأولى فى استرضائها، فقرر أن يسلك نهجا آخر،
فمثله تتعدد لديه الحيل والوسائل .
قائلا: أبعد كل هذا الحب تخونين ؟
بعد كل ما منحتك إياه تتركينني؟
اعترفي من العاشق الجديد،من هذا الذي ستتركينني لأجله ؟!
نظرت بذهول مصدومة
أجننت ؟!
اطمئن، لم يتبق فى قلبي سوى الأحزان، والليالي المظلمة الطويلة،
فالحب نور، وأنا أصبحت سيدة الظلام .

قد يعجبك ايضا
تعليقات