القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

الطفل الثرثار

141

 

كتبت/ سالي جابر

 

منذ لحظة الولادة الأولى ونحن ننتظر ونتأهب الكلمات الأولى للطفل، وحينما يبدأ همهمات الطفولة، والكلام الغير مفهوم نحاول الاستماع إليه، ونحاول فهمه بطريقةٍ أو بأخرى، وعندما يبدأ الكلام بطريقة الطفولة الهزلية نضحك عليها؛ إلى أن يكبر قليلًا ويبدأ مخزونه اللغوي الجيد في الظهور، وتبدأ معه الثرثرة، ليس كل طفل (رغاي)؛ لكن الطفل الذي يتميز بالذكاء الاجتماعي، والذكاء اللغوي هو طفل ثرثار؛ لإنه طفل مُلاحظ جيدًا، لديه قدرة عالية على ابتكار الأسئلة، يسأل في كل شيء يراه أو يسمعه، وإذا كانا الوالدين يفتقران لهذا النوع من الذكاء قد يملا الحوار معه، ويبدآ في رفض كلام الطفل، وربما يظهر ذلك بكلمات خاطئة تهز ثقة الطفل بنفسه، ومن أخطر ما يكون على طفلك هو عدم الإجابة على تساؤلاته.

• ما خطر عدم الإجابة على تساؤلات الطفل في سن صغيرة؟

• ‏ماذا تعني ثرثرة الطفل؟

• ‏اسباب ثرثرة الطفل.

• ‏طرق للتعامل مع ثرثرة الطفل، وكيفية استغلالها!

 

ثرثرة الطفل تعني تفوقه في الذكاء الاجتماعي والذكاء اللغوي- كما ذكرت سابقًا- وأن لديه قدرة على التعبير عن مشاعره ويستطيع أن يُخبرك بدقة عما يشعر، وعن تفاصيل يومه الدراسي، فهو طفل يساعدك في اتخاذ القرارات، ولا تشعر معه بالوحدة.

 

غالبًا ما يصمت الأباء عن إجابة تساؤلات أبناءهم بسبب الضغوط الهائلة التي يعانونها يوميًا، وربما لإنهما يفتقران إلى الذكاء الاجتماعي واللفظي، وهذا له أثر بالغ على الطفل خاصة عندما نريده أن يصمت باستخدام بعض الكلمات مثل( بَطَل رغي، مش عايز اسمع أنا مصدع، إفصل شوية…)

 

أسباب ثرثرة الطفل:

• جذب الانتباه: دائمًا ينتبه الأباء السلوك السيء فقط لأطفالهم؛ ولهذا قد نجد بعض الأطفال تلجأ لكثرة الكلام لجذب انتباه الوالدين

 

• وجود مشكلة سلوكية عند الطفل: ضعف في شخصيته، فقدان الثقة بنفسه؛ فيلجأ إلي كثرة الكلام ليخفي تلك المشكلة.

 

• اضطراب التعلم الغير لفظي Non-verbal learning : ذلك الاضطراب يؤثر على الجانب الأيمن من الدماغ، ويعاني الطفل من صعوبة في الفهم.

 

• في حالات معينة يكون الإفراط في الكلام بسبب حالات مرضية مثل اضطراب فرط الحركة ونقص الإنتباه ADHD أو متلازمة اسبرجر A sperger syndrome

واحيانًا كثرة الكلام تؤدي إلى فقدان التركيز لدى الطفل

 

• رغبة الطفل في تعلم شيء جديد؛ فيكثر الأسئلة عنه.

• ‏حاجة الطفل للأمان: مخاوف الطفل من شيء تجعل من الصمت فترة للتفكير في مخاوفه التي لا يقدر على مواجهتها في وعيه فيتكلم بكثرة.

 

• ‏شعور الطفل بالملل: قدرته العقلية تفوق ما يتعلمه في المدرسة، فيحاول شغل تفكيره بما هو أكبر، أو صعوبة العملية التعليمية فيسأل كثيرًا لإنه لا يفهم ما يُقال.

 

• ‏وسيلة للاستعراض: كل يوم يكتسب الطفل مهارة جديدة، ربما يكون لديه موهبة الإلقاء، أو هواية القراءة، مُلاحِظ جيد؛ فيعرف أكثر من أقرانه فنجده يستعرض ذلك بالثرثرة، ويتكون ذاك غالبًا بمدحه حين يفعل ذلك؛ لكننا نغضب عندما يتكرر الموضوع دائمًا ونشتكي منه.

 

كيفية التعامل مع( الطفل الرغاي):

 

• نتحدث معه باستمرار:

حدد له وقت تقضيه معه للحوار، تسأله عن تفاصيل يومه، وتتحدث معه أنت عن يومك؛ ربما تسأله عما يجب أن يفعل أو ما يجب أن يصير مستقبلًا.

 

• نعلمه فن الإصغاء:

بأن يعتاد الإصغاء من خلال عدة ألعاب مثل:( لعبة منع الكلام لمدة معينة، ومن يتخطى هذا الوقت دون أن يتكلم يكون الرابح)

الاستماع إلى قصة ثم الإجابة عن أسئلة عنها، والفائز له مكافأة.

أخذ مساحة من الهدوء في المنزل ليتعلم الطفل أن الكلام لا يكون دائمًا

اصطحاب الطفل إلى المكتبة العامة للتدريب على احترام صمت الآخرين

 

•تكوين صداقات جديدة:

العلاقات الاجتماعية الجيدة تساعد على التخلص من العادات السيئة، خاصة لدى الطفل الذي يتميز بالذكاء الاجتماعي

 

• أقرأ له القصص:

الطفل الثرثار له خيال واسع، فمن خلال القراءة نساعده على إثارة خياله، وتثبت له مدى حبك وانك سعيد لقضاء وقت معه.

 

• ضع حدود لطفلك:

• ‏بأن ليس كل شيء يُحكى، وأننا لابد أن نحفظ ببعض الخصوصية لأنفسنا، ويتعلم الأشياء التي يمكن أن يحكيها، والتي لا يجب أن يحكيها، وتتفق معه على إشارة منك إذا تفوه بكلمة لا يجب أن ينطقها.

 

• خذ وقت لنفسك:

لابد من فترة راحة للأباء يتخلصوا فيها من طاقاتهم السلبية، ينعمون بلحظات هدوء مع أنفسهم؛ لاستكمال مشوارهم اليومي دون عصبية أو توتر.

 

• أشغل تفكير طفلك:

حتى يتحدى نفسه ليفهمها من خلال مساعدته للقيام بأنشطة بدنية وفنية متنوعة عن طريق اكتشاف موهبة الطفل وتنميتها.

 

الطفل هبة الله – تعالى- لنا، وعلينا أن نطوره ونعمل على تنميته، وإذا كنت تشتكي أن طفلك ثرثار وليس لديك متسع من الوقت لتسمعه، فاعلم أنك قد تحتاج يومًا ما إلى من يسمعك، وانعم بهذا الطفل الذي يتميز بالذكاء، فقد تكون ثرثرته لإثبات ذاته، أو لتفريغ الطاقة بداخله، وقد تكون المشكلة عندك انت تريد أن تنعم بالهدوء طوال الوقت بعد نهارٍ متعب، واحذر من تقليل احترام طفلك بكلمات مثل:( انت رغاي، انت بالع راديو، انت مش بتفصل…) 

فإن ثرثرة الطفل سلاح ذو حدين؛ تساعد على النمو بشكل طبيعي عند التعامل معها بطريقة صحيحة، وقد تؤثر على مستقبله وحياته المهنية والاجتماعية إذا تم التعامل معها بشكل سيء، باختصار شديد افهم طفلك جيدًا، وتحلى بقدر من الصبر للتعامل معه.

قد يعجبك ايضا
تعليقات