لشاعر قرطاج الكبير/ عبدالرزاق شاكر من البقالطة ولاية المنستير
متابعة عبدالله القطاري من تونس
أبحرت في يمّ الجنونْ
و غزا الكرى الجفونْ
كلّما أبحَثُ عنْ نفسي
لا أخالُها تُعانِقن
تغزوني الظّنونْ
تكتُمُ أنْفاسي
و تهْجُرُني السّنون
و أمواج عمر
تتلاعبُ بي تتقاذفني
أشرِعَةُ مرْكبي تمزّقَتْ
مجاديف جسدي تكسّرتْ
و القلبُ المهجور فِي الحجْرِ
زُهورُهُ ذَبُلَتْ
و حُصونُه تَهرّتْ
و دِماؤُه تجمّدتْ
و السّماء تُنْبِئُ بالعذاب …
فكيْفَ يسيرُ مرْكبي ؟
و أيْن مهارتي في الإبْحار ؟
أَلَسْتُ ملاّحا عبّارْ ؟
كيْف الوُصول ُإلى ضفّةِ السّلام
إلى درْبِ الهُيامْ
إلى قلعة روحي المسجونة
صِراعُ الموجِ يُشْقيني
عِنادُ القَدَرِ يُضْنيني
ريْثَما أهْتَدي إلى السّبيل
ريثما يستسلِمُ المُسْتَحيلْ
و أُخَلِّصُ حمامة السّلامْ
مِنْ فَكّيْ وَحْشِ الظّلامْ
و يروح السّرابُ
و ينجلي الضّباب