القاهرية
العالم بين يديك

يوميات سيد أفندى فى رمضان 

229

 

بقلم السيد عيد ـــ ريشة غادة مصطفى

يافاطر رمضان يا خاسر دينك

اليوم الأول.. 

يتشوّف قلب سيد أفندى وأسرته إلى مجيء شهر رمضان وتتطلع نفوسهم إلى قدومه مثلهم مثل الكثيرين إنه ضيفٌ حبيبٌ على قلوبهم عزيزٌ على نفوسهم ، يتباشرون بمجيئه، إنه شهر رمضان المبارك شهر الخيرات والبركات ، شهر الطاعات والقربات ، شهر الصيام والقيام وتلاوة القرآن ، شهر الذكر والاستغفار والدعاء والمناجاة ، شهر الجود والسخاء والبذل والعطاء والإحسان.

فرحة كبيرة استقبلت بها أسرة سيد أفندى المسحراتى بصوته الجهوري ملحنًا عباراته وابتهالاته ومناديا على الأطفال والكبار لإيقاظهم ليتسحروا فيخرج الأطفال تباعا من شرفات منازلهم، يشاهدون ذلك المسحراتي الممسك بطبلته وسيد أفندى ينزل ليعطى المسحراتي ما فيه القسمة كي ينادي بأسماء أبنائه كل ليلة، ثم يذهبون لتناول السحور ونوى الصيام والاستعداد  لصلاة الفجر.

الجميع يتفق على أن رمضان هذا العام مختلف، نظرا لوجود ضيف ثقيل على قلوبنا جميعا ألا وهو الفيروس اللعين كورونا مختلف إلا أنه مميز. يختلف عن العام الماضي في أن المساجد فتحت أمام الناس، وأقيمت صلاة التراويح، إلا أنه مازال ممنوع الجلوس فى المساجد بعد الصلاة والتجمعات ومنع إقامة موائد الرحمن للإجراءات الاحترازية.

بدأ اليوم الأول من شهر رمضان وجلس سيد أفندى وأسرته لقراءة القرآن،  ثم ذهب سيد أفندى لعمله وبدأت زوجته فى تحضير إفطار أول يوم رمضان بالكثير من أصناف الطعام بمائدة  بها ما لذ وطاب، يمر الوقت ويعود سيد أفندى من عمله ومعه الكنافة والقطايف.

عاد سيد أفندى إلى بيته وهو مصاب بفاجعة ودهشة كبيرة نظرًا لما رآه من بعض الشباب وهو يدخن فى نهار رمضان ويفطر ويجهر بإفطاره على الملأ، دون مراعاة حرمة الشهر الكريم مع العلم أنه ليس مريًضا فلقنه سيد أفندى درسا لن ينساه طيلة عمره، لإفطاره في نهار رمضان، دون مراعاة لمشاعر الصائمين فأخذ ينصحه ولكن دون جدوى.

 وتذكر سيد أفندى صوت ابنته عندما كانت صغيرة وهى تقول لأخيها يا فاطر رمضان.. يا خاسر دينك.. ما هذا الذي على فمك أأنت فاطر.. يا فاطر رمضان.. يا خاسر دينك وكان أخيها فى الرابعة من عمره ولا يقوى على الصيام 

ويتساءل سيد أفندى ماذا الذي يدفع شاب في مراحل القوة أن يفطر جهارا بهذا الشكل دون خجل فى نهار رمضان؟!

فحكمة الصوم تعتمد على أن يمتنع الإنسان عن كافة النزوات والمعاصى ولا يمتنع فقط عن الطعام والشراب فكيف لو لم يمتنع حتى عن الطعام والشراب؟!  فقد فشل فيما نجح فيه الأطفال وهو خوفهم من الله والإعتزاز بدينهم وكونهم صائمين.

جلس سيد أفندى يستعيذ بالله مما رأي من هذا الشاب وحمد الله أنه عافاه مما ابتلى به هذا الشاب المجاهر والمتفاخر بإفطاره، وشكر الله على نعمائه وفضله علينا كي لا نفطر في رمضان وكي لا نسمع صرخات أطفالنا وهي تدوي في آذاننا  قائلين: يا فاطر رمضان.. يا خاسر دينك.

عذرا فقد حان موعد الإفطار !

وكل عام وأنتم بخير

قد يعجبك ايضا
تعليقات