القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

الفانوس

119

تقرير /نهال يونس 

من الأشياء التي تميز شهر رمضان المبارك الفانوس بكل أشكاله وأنواعه والفرحة لاتكتمل بالشهر المبارك إلا بالفوانيس والزينة في كل شارع.
فانوس رمضان واحد من الفنون الفلكلورية التي نالت اهتمام الفنانين حتى أن بعضهم قام بدراسة لمعرفة كيف ظهر وتطور وارتباطه بشهر رمضان ،ومن خلال هذا التقرير سوف نعرف..
قبل ذلك لابد أن نعرف أن أصل كلمة “فانوس”يرجع إلى أنها كلمة إغريقية وفي بعض اللغات السامية يقال أن الفانوس فيها “فناس” وذكر الفيروز أبادي مؤلف القاموس المحيط أن المعنى الأصلي للفانوس هو النمام ويرجع صاحب القاموس تسميته بهذا الاسم إلي أنه يظهر حامله وسط الظلام والكلمة بهذا المعني معروفة..
إن أغلب المؤرخين ربطوا بداية الفانوس بفترة حكم الفاطميين لمصر التي استمرت قرنين من الزمان بداية من القرن الرابع الهجري ومن هذه الآراء بأن استخدام الفانوس كان بأمر من الخليفة المعز لدين الله بأن يعلق كل صاحب منزل فانوسا أمام ملكه لإضاءة الشارع طوال الشهر المبارك بعدما استقبلوا أهل القاهرة بالمشاعل والفوانيس عند قدومه إلى القاهرة أول مرة ليلا في الخامس من رمضان 358 هجرية فأبهرته الاحتفالية وأوصى بأن تتكرر ،هكذا أصبح الفانوس رمزا ثابتا لدخول رمضان كل عام منذ ذلك الوقت.
بالرغم من أن الفانوس تغير شكله مع تطور الزمن إلا أن شكله التقليدي القديم المصنوع من الصفيح والزجاج مازال يحتفظ بشعبية كبيرة في مصر ،وانتقلت فكرة الفانوس المصري إلى أغلب الدول العربية وأصبح جزءاً من تقاليد شهر رمضان في دمشق ،وحلب ،والقدس ،وغزة وغيرها .
تتنوع أشكاله ،وأحجامه ،وأنواعه فصانعيه دائما ما يواكبون العصر في الأشكال والأنواع فهناك الفانوس المعدني التي تشتهر بعض المناطق في القاهرة بصناعته ومنها تحت الربع ،وحي الأزهر ،وحي السيدة زينب.

 


أحمد أشرف 25 سنة أحد باعة الفوانيس بمنطقة “تحت الربع” يقول أن الفانوس المعدني مازال هو الأول من حيث الإقبال ،ومن أهم مظاهر قدوم شهر رمضان فهو على هيئة علبة صفيح وبداخلها شمعة للإنارة وتطور شكل الفانوس مع مرور الوقت عن طريق وضع الزجاج الملون داخل إطار من النحاس وعليها رسومات ،وباب لإدخال الشمعة وتستقر داخل قاعدة مخصصة للشمعة وعند إضاءتها تعكس الأضواء في النوافذ الزجاجية وبعد ذلك بدأت زخرفته بالألوان وكتابة بعض الآيات القرآنية أو أسماء الله الحسنى..
أما الآن في العصر الحديث تم التخلي عن الشمعة واستبدالها بلمبة ذو بطارية للإضاءة ،وبعد ذلك زود بخاصية جديدة ألا وهى ترديد الأغاني الرمضانية المشهورة ،ومع مرور الوقت غزت الأسواق الفوانيس التي تمثل أشهر الشخصيات الكارتونية وأشهر الشخصيات عامة أخرها محمد صلاح لاعب المنتخب المصري .
ومن الممكن أن يتراجع الطلب على الفانوس أو يختفي بعد انتفاء الحاجة إليه لولا تمسك المصريون به كإحدي علامات ورموز احتفالاتهم بشهر رمضان المبارك لأنه مازال الرمز الثابت الدال على شهر رمضان في مصر

قد يعجبك ايضا
تعليقات