للشاعر/ محمد سعيدان من تونس
أهيمُ بحبك بلادي وأنتِ قدرنا
و إن جرت علينا يوما يا خضراء
سأتركُ ما قيل فيك شعرًا و مغنیً
و أقولُ شعرًا مثلك عشقًا و احتواء
الهامًا منكِ فاق عن ظني إيمانًا
بنبضِ الفٶادِ صداه يملأ الأرجاء
تواضعت الأحرفُ و أمطرت القوافي
لأكتبَ عنكِ قصيدةً وجهها الماء
ليس لي إلا شعري يزهو به قلمي
و طعمُ القصيدةِ في سكونِ الليل إغواء
و قلبٌ يطلُّ علی الغيماتِ مبتهلًا
كقطر حنين جادت به السماء
ألوانكِ بين الناس رٶیً و أنوارُ
أرضكِ يا خضراء سحر أخضر الأضواء
إن غامت دهرًا سنجدُ فيكِ دِفأنا
و الجو بكل البلدان برد و شتاء
أحبك كل يوم و ترتجف مهجتي
و يدايَ ترتجفان كأنه أول لقاء
أحبك كما أحبك كل العاشقين
و من أتاك بوردة و كتاب إغراء
قال جٸتك يا تونس اليوم عاشقًا
فعشقك تجلی في تأمل الشعراء
أصغي لصوت أرضك الطيبة ينادينا
فلا عاش علی أرضك من خان من الجبناء
و أسطع في دروب لياليك ليثًا
و الهوی في دروبك نسك بالقمم الشماء
منزل العزة أنتِ و منبع طفولتي
شعوري بك حقيقة و ليس ادعاء
وإن جفت السيول كلها من كوثرها
ستبق علی الدوام المنبع المعطاء
و فٶادي ممزوج بقافية تبتهل
تحيك حلمًا ألف الحياة و الرٶی
لن يفقه قولي إلا من جاد و أوفی
في عشقك و أفحم بكرمه الكرماء
محمد سعيدان / تونس