القاهرية
العالم بين يديك

رقة العصافير

141

 

بقلم/رانية البرديسي.

 

مازال يأسرني في منامي طيف بيت جدتي..

الُجدران والصور العتيقة لكل الأجداد ..

صور الأحفاد تتراقص تحتها وأحتل أنا نصيب الحُب منها ..

كرم متناهي يفيض علي الجيران وعاملي الحي ..

عمراً تصنع الخبز من الحُب الصافي و تُنقي شربة الماء بطهر فؤادها ..

 

دهراً تنتظر جدي حال عودتهُ من الجيش المصري ..

تصنع من الصبر والرجاء أملا بعودة اللقاء والأمان ..

لقاء شهريًا وحيدًا في جوف الحرب لا يبدد صدق القلب ..

 

حضنها حصن أمان للأولاد وملاذ راحة للأحفاد..

أما أنا فكنتُ وحدي حفيدة الحُب في قلبها ..

تنعتني بمصر ولمصر أكون ..

 

صُوتها وحنان الكون ..

رائحة معطفها العتيق ..

قُبلتها الصباحية علي جبيني ورقة العصافير ..

لمستها وكلامها الطيب والصوت الحاني ..

لازلت أذكر كيف كان الدفء و الأمان وشعاع الشمس الخافت يداعب عيوني حال استيقاظي..

فتغمرني بوشاحها الأسود خوفاً علي عيوني من الضوء ..

مسبحتها المباركة بجواري بعد أدعية في الفجر يعلم صدقها الله ..

كل الأشياء كانت طيبة مباركة تحمل من رضا الله وتحبط قسوة الأيام ..

رحم الله من حاربوا قسوة الدهر برقة العصافير

قد يعجبك ايضا
تعليقات