كتب د/محمد فوزي الغزالي
طريقة التحنيط في مصر القديمة و الكشف عن أسرار جديدة عن الطريقة التي اتبعها المصريون القدماء في عملية التحنيط، وذلك من خلال استناد إلى بردية طبية مصرية قديمة يعود تاريخها لـ 3500 عام، وهذا أقدم دليل على التحنيط تم اكتشافه حتى الآن.
وهذا النص الطبي ، يهتم بشكل أساسي بالأدوية العشبية وتورمات الجلد، وكان المصريين القدماء قد تركوا العديد من أوصاف عملية التحنيط من خلال هذا النص الموجود بالبرودة، وأنه كان عبارة عن أوصاف موجهة المحنطين اللاحقين، وليس لأي شخص آخر فهي “البردية” تذكرهم بضرورة استخدام أنواع مختلفة من الضمادات وعمليات أخرى.
ويشار إلى أن أوصاف طريقة التحنيط جاءت مفصلة بشكل كبير للغاية في هذه البردية الطبية، وأن من المعلومات الجديدة المثيرة بنص البردية هو ما يتعلق بإجراءات تحنيط وجه الميت، حيث بينت وجود قائمة لمكونات علاج يتكون بشكل كبير من مواد عطرية نباتية ومواد رابطة يتم طهيها في سائل، حيث يقوم المحنطون بتغطية قطعة من الكتان الأحمر، ثم يتم وضع الكتان الأحمر على وجه المتوفى من أجل تغليفه في شرنقة واقية من مادة عطرية ومضادة للبكتيريا، ويتم تكرار هذه العملية لمدة 4 أيام من عملية التحنيط.
وأظهرت البردية بناء على عملية التحنيط في 4 أقسام رئيسية، تمثل كل منها فترة زمنية محددة، وكل فترة تستمر لأربعة أيام، حيث يعمل المحنطون بنشاط على المومياء كل 4 أيام.
والجدير بالذكر أن وجود مواكب من الطقوس الاحتفالية، خلال تلك الأيام بقصد استعادة السلامة الجسدية للمتوفى، ويبلغ عدد تلك المواكب 17 موكبا خلال فترة التحنيط.
وفي الفترات الفاصلة بين الأيام الأربعة، كان الجسم يغطى بقطعة قماش وطبقة من القش الممزوج العطريات لإبعاد الحشرات.
أما البردية التي ورد بها النص ، فهي بردية مصرية قديمة يبلغ طولها 6 أمتار، ويعود تاريخها إلى عام 1450 قبل الميلاد، ويُطلق عليها أسم بردية “اللوفر كارلسبرج” وذلك لأن نصفها موجود في (متحف اللوفر بباريس) والنصف الآخر من البردية موجود في (كارلسبرج بجامعة كوبنهاجن).
وكانت البردية، تحتوي على أقدم أطروحة عشبية معروفة بالعالم، حيث تقدم أوصافا لأشكال الأعشاب واستخداماتها وأهميتها الدينية.