القاهرية
العالم بين يديك

التسامح

106

بقلم: أمانى إمام

إن التسامح هو تلك الموجات الناعمة من الراحة التى تسرى في نفوسنا ما إن نبدأ بمسامحة الآخرين.إنه التحرر من الإحساس بالجرح والألم.وهو الذي يجعل نفوسنا مرآة مصقولة لاستقبال أنوار السماء.

إن التسامح هو التحرر من هواجس النفس الباعثه بالرسائل السلبية التي تهمس لنا بأننا ضعفاء وضحايا لظلم الآخرين فى عالم لا إنصاف فيه.فالتسامح هو استجماع للقوة الداخلية.

عندما نتسامح مع الآخرين فإننا نكون بذلك قد اخترنا لأنفسناأولاًالحب بدلاًمن الخوف،وحلاوة الصفح بدلاًمن مرارة الحقد.وهو العلاج الأكيد لصحتنا النفسية والجسدية.وعندما لانصفح فإننا بذلك نتجمد في الكراهية.

إن القرار بعدم التسامح هو قرار باستمرار المعاناة.والتسامح بمثابة ممحاة تزيل آثارالماضي وآلامه،والتحرر من قيود الخوف والغضب التى فرضناها على أنفسنا،وسبيلنا لاستعادة الصحة والسعادة.

إن مواجهة التجريح بالتجريح يضعف من قدرتك وثقتك بنفسك في مقاومةالصعاب،فإذا وجدت نفسك غير قادر علي السماح فاختر أن تواجه أخاك وتعبر له عن مشاعرك المجروحة بهدوء وبلا قسوة،واطلب منه أن يستمع إليك ويتفهم ماتعانية من مرارة نتيجة فعله وقد يبدو لك صديقاًمحبا.

إذا وجدت نفسم مهمومة من الأشياء الصغيرة،وأن روحك قد تعبت من الحياة،وقلبك يحزن من توافه الأمور،أو أن هناك شخصاًأسأت إلية ونسيته مجروحا مع أحزانه وهو ينتظر منك السماح،فأنصحك أن تبادر بالسماح.

إذا وجدت الدنيا الرحبة قد ضاقت في عينيك،وهذا الربيع وذلك العصفور وكل جمال العالم لايدخل البسمة إلى قلبك وأن أصدقاءك قد بدؤوا الواحد تلو الآخر يتسللون من حياتكوأصبحت وحيداًوحزينا فقد يكون هناك شخص في مكان ما ينتظر منك أن تطلب منه السماح.

بادر بالسماح من أجل نفسك.

قد يعجبك ايضا
تعليقات