القاهرية
العالم بين يديك

الاسقاط النجمي

121

كتب  ، حمادة توفيق..
(الفكرة، الكيفية، ورأي الدين)
(1) ..
صديقي على هذه الصفحةِ المتواضعةِ، لعلك تنتظرُ بلهفةٍ كبيرةٍ وعلى أحرِّ من الجمرِ هذه السلسلةَ المهمةَ عن الاسقاطِ النجميِّ، تلك التجربةِ التي بدأتْ كطريقةٍ صوفيةٍ ثم شاعَ استخدامها حديثًا وعلى نطاقٍ واسعٍ، فتعالَ معي لنتجولَ قليلًا في تفاصيلِ هذا الموضوعِ الهامِّ، لنكشفَ اللثامَ عن وجههِ، ونضعَ أيدينا على أبرزِ خباياهُ وخفاياهُ.
بدايةً يا صديقي، فإنّ اللهَ تعالى شَأنُهُ وجلَّ قدره خلقَ الجسدَ ونفثَ فيهِ الروحَ بأمره، فمن الروحِ تتشكلُ النفسُ الداخليةُ للإنسانِ، فلا يدري أحدٌ كيفيتها ولا شكلها، وبالرغم من التقدم العلمي الكبير الذي تتمتع به الدول المتقدمة إلا أنَّها لم تستطع أن تقف على حقائق الغيبيات، حيث أنّ الجسدَ لا يكونُ جسدًا إلّا إن كان خاليًا من الروحِ، أمَّا إن دُبَّت الروحُ بالجسدِ واتحدَّا معًا فيكونُ ذلك هو الجسمُ.
وقد ثارَ فضولُ النَّاسِ لمعرفةِ بدءِ الخلقِ، أكان جسدًا أم روحًا، فأما آدمُ فقد سبق جَسدُهُ رَوحَهُ، وأما من بعده من الذرية فالروح قبل الجسد.
وقد حاول بعض النَّاس أن يفصل الروح عن الجسد وأطلق على ذلك الفعلِ الإسقاطَ النجميَّ، فما هو الإسقاطُ النجميُّ إذن؟
يعمل الإنسان دائمًا في حياته على اكتشاف أشياء جديدة ومحاولة تجربتها، سواء كانت تلك الأشياء موجودة أم لا، وخاصَّةً من قبل الأشخاص الذين تشدهم رغبة التجربة في الحياة، فكانت من بين المفاهيم التي شاعت حولها العديد من علامات الاستفهام تجربة الإسقاط النجمي؛ وهي الموجودة منذ قديم الزَّمان، وقد انقسم النَّاس بشكلٍ كبير ما بين مؤيِّدٍ ومعارض لتلك التجربة، وعادةً ما عُرفتْ على أنَّها تفسير لخروج الجسد من الروح، ربما عن طريق الأحلام أو عن طريق الاسترخاء والقدرة على التحكم بالروح وهي منفصلة عن الجسد والسفر بها في أيّ مكان.
وقد بقي موضوع الاسقاط النجمي محور استفهامٍ لكثيرٍ من النَّاس في كيفيَّته وإيجابياته وسلبياته، بينما ادعى آخرون مرورهم بتلك التجربةِ حقيقةً، حتّى أنَّ واحدًا منهم ادَّعى سفره إلى كوكب المشتري وقام بوصفه للعلماء بطريقة دقيقة، وعند التحقق من صحة أقواله تبيَّن أنَّها صحيحة بنسبة 37%، ولكن تلك النسبة لا تكفي أبدًا لتصديق تلك التجربة التي تحدَّث عنها ذلك الشخص.
وللإسقاط النَّجمي حسب تعبير من قام على دراسته العديد من الطرائق التي لابدَّ من التنويه إليها والحديث عنها فيما يأتي.
ببساطة يا صديقي فإن الاسقاط النجمي أو الإسقاط الأثيري (بالإنجليزية: Astral Projection)‏ يمكن تعريفه بأنه تفسيرٌ افتراضيّ لحالَةِ الخروجِ من الجسد، وذلك بافتراضِ أنّ هُناكَ هيئةٌ نجميّة تنفصل عن الجسد الفيزيائي قادِرة على السفر خارجه.
ويُشير المصطلح إلى قدرة الشخص على ترك جسمِه والسفر عبر الجسم الأثيري لأي مكانٍ يريده، وفكرة الإسقاط النجمي موجودَة منذُ القِدم في العديد من الديانات حولَ العالم، وتُعتبر كذلك أحد أشكال الأحلام الجلية والتأمل.
وقد شعرَ بعض المَرضى الذين يهلوسون والذين عرّضوا أنفُسهم للتنويم الإيحائي والمغناطيسي الذاتي شعروا بشعورٍ مشابهٍ لحالَة الإسقاط النجمي، وعلى الرُغم من وجودِ بعضِ الأشخاص الذين يدّعونَ أنهم قادرون على القيام بالإسقاط النجمي إلّا أنّه لا يوجَد دليلٌ علميّ على هذا، لذلك فهو يُصنّف ضمن العلوم الزائِفة.
وقد باءَ العديدُ من محاولات التحقّق من الظاهرة بالفشل.
في اختبار أُجريَ سنة 1978 على شخص يُدعى إنجو سوان (اقرأ كتاب: طفرات علمية زائفة)، كان يزعم أن لديه قدرات نفسية خارقة للطبيعة، حيث ادعى أنه سافر إلى كوكب المشتري و قام بتقديم تفاصيل دقيقة عن الكوكب لا يعرفها العلماء.
قدم إنجو 65 ملاحظة، بعضها علمي، و بعد أن حصلت مركبتا مارينر 10 و بيونير 10 على معلومات عن الكوكب، كانت مقارنة النتائج كالتالي:
– 11 معلومة صحيحة لكنها مذكورة في كتب علمية من قبل.
– 1 معلومة صحيحة لم تكن موجودة من قبل.
– 7 معلومات صحيحة لكنها معلومات بديهية.
– 5 معلومات كانت عبارة عن حقائق محتملة أو تخمينات علمية.
– 9 معلومات غامضة و غير قابلة للتحقق.
– 30 معلومة كانت كلها خاطئة تمامًا.
– 2 معلومة كانتا صحيحتين على الأرجح.
على أفضل تقدير، كانت نسبة المعلومات الصحيحة التي قدمها الرجل هي 37%، وهي نسبة غير مُقنعة بالتأكيد.
وعلى نحو بسيط و تام، يُمكنك التحقق بنفسك من صحة هذا الإدعاء: ضع شيئًا ما في مكان لا يمكن للشخص الذي يدعي بالسفر عبر ما يسميه جسده النجمي أن يصل إليه، ثم أخبره أن يسافر نجميًا لهذا المكان ليتعرف على الشيء الذي قمت بوضعه هناك.
#يتبع

قد يعجبك ايضا
تعليقات