القاهرية
العالم بين يديك

نعمة الصبر عند الابتلاء والمرض

144

 

بقلم السيد عيد

القليل من الناس من يصبر عند ابتلاء الله له والقليل أيضا  من يواجه هذا الابتلاء بهدوء وصبر وسكينة والأدهى والأمر عندما تفتح الطفولة ذراعيها للدنيا.. تستقبلها بابتسامة  عريضة وأمل كبير وأحلام أكبر في غد أفضل.. غير أنّ الدنيا تستقبلهم بمرض خبيث يدعى السرطان يحاول قنص هذه السعادة من الطفولة البريئة لا تعرف عنه شيئا سوى أنّه عدو لدود يجب محاربته فيخضعون لسلسلة من العلاج الكيماوى والجراحات والفحوص التي قد تسرق سنوات طفولتهم وتنال من ضآلة أجسامهم وبراءة طفولتهم إلا أن الأمل يبقى أقوى من العذاب فتستبسل الأطفال في المقاومة معتصمون بحبل الأمل والإيمان والحب .
لا نعلم ماهو هذا المرض وما الذى يشعر به هؤلاء الأطفال؟
فعند تناول وسائل التواصل الاجتماعي أو الإعلام لم يتطرقوا لحجم معاناتهم وآلامهم أي انسانية نتحدث عنها ونحن نفتقدها.

الاقتراب منهم ومحاولة التخفيف عنهم بكلمة طيبة تنبع من قلب مليء بالرحمة والشفقة تجاه الأطفال الأبرياء يشعرهم بالراحة النفسية والقوة والإصرار على مقاومة المرض والانتصار عليه.

قد نرى زوجة يتزوج عليها زوجها لإصابتها بهذا المرض اللعين وهي بأشد الحاجة إلى الحنان والكلام الطيب
وربما يزداد زوجها الذى هو بمثابة السند والضهر لها قسوة وجبروت ويطلقها دون النظر عن تضحياتها ووقوفها بجانبه .

ربما البعض لا يستطيع ان يتحمل أوجاعهم وأصواتهم المليئة بالاهات لكن الوجع يكون أكبر لديهم عندما يشاهدون أقرب الناس لهم يتخلون عنهم .
ان المصاب بذلك المرض الخبيث اللعين بحاجة الى دعم نفسي حتى يتمكن من الاستمرار ويتشبث بالحياة .

ليس أصعب على الطفل من شعوره أن الموت جاء زائرا للمكان الذى يتواجد به وهو يشتم رائحة الموت فى المستشفى بعد أن يشاهد موت أحد أصدقائه
هذا جزء بسيط مما يتجرعه أطفالنا.
يجب علينا احتضان الأطفال المرضى بكل ما نملك من طاقة حتى تزول الصدمة ويتجاوزوا المحنة ويتقبلوا مرضهم فينتقلون بعد ذلك الى مقاومته ومحاولة التغلب عليه بقوة وعزيمة فى رحلة الكفاح ضد المرض اللعين فتأقلم الأب والأم مع المرض يقلص معاناة الطفل ويدعمه نفسيا ومعنويا .

قد يعجبك ايضا
تعليقات