بقلم/ سالي جابر
وسط الطبيعة الساحرة، مياة جارية، وخضرة تبعث في النفس الهدوء، امرأة تحمل بين يداها كتابًا لم ترمش عيناها وهي تقرأه، وبعد دقائق اقتربت من الساعة وضعت كتابها جانبًا وبدأت تحتسي قهوتها طيبة المذاق، عطرة الرائحة، ونظرت بشدة إلى أمواج البحر و أغمضت عيناها مع موسيقى صوت الأمواج…
كل يوم في ساعة محددة أجدها في هذا المكان، اعتدت الذهاب إليه لأراها، لم يكن أفضل كافيه؛ لكن يكفي أن أنظر إلى عينيها .
كِدتُ أفهم من ثغرها الذى يبتسم تارة، وحاجبها الذي يرتفع تارة، والدموع التي تتلألأ في مُقلتيها أنها مرهفة المشاعر، رقيقة البنيان، خالدة في كيانٍ رومانسي، حالمة بعيونٍ واهية.
تمنيت أن ألتقي بها لأسألها عن نفسها؛ لكنها دائمًا غارقة بين سطور كتابها، وددت لو كُتِب علي جبيني كلمات عسيرة تحاول فهمها…
أحببت القراءة لأجلها، أحببت البحر، أحببت الحياة… وفجأة اختفت، وباتت كحلم جميل أظن أني أحلمه طوال حياتي..
لا أستطيع البحث عنها، فلا أعلم لها عنوان، ولا اسم… هي فقط عيون، وقهوة، وكتاب تُحفظ في ذاكرتي
وما زلت أذهب إلي هذا المكان لأراها؛ لكن دون جدوى، تعودت علي رؤيتها لمدة سبعة أيامٍ فقط؛ لكن التعود قاتل، والتعلق مميت؛ وتساءلت لِما تعلقت…؟!
إنها الحياة التي تمنحنا السعادة، ثم تأخذها من بين أيدينا دون سابق إنذار، ننعم ببسمة عابرة، ونظرة هادئة، ونتمنى أن يطول بنا الوقت.