القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

الصناعات اليدوية النحاسية على حافة الإندثار

141

حوار – تقى عبد العزيز

إرتبط النقش على النحاس بالفن الحجري و الفرعوني و العبري و القبطي و الإسلامي .
و كانت تشغل المعمار قديماً فستجدها في القصور
و الدواوين و الشوارع و المقتنيات .
و كانت السياحة قبل الثورات و الكورونا و إنتشارها في جميع البلدات كانت العامل الرئيسي للتجارة و الصناعة اليدوية فكانوا العرب و الأجانب يشترون تلك الأشياء رغم غلاء أسعارها و لكنهم كانوا يشترونها هدايا لأحبائهم و زينة لبيوتهم .
و لكن تلك الصناعة الآن على حافة الإندثار و بلا عودة مرة أخرى فهل نستطيع أن نوقف ذلك النزيف و نحافظ على تراث بلدنا أم سنضيعه بأيدينا ؟

 

و من داخل أروقة خان الخليلي نجد عم أحمد 60 عاماً يعمل بكد و بلا ملل .
و عن شهرة الأعمال النحاسية في العصر العثماني يقول عم أحمد ” أشتهر في عهد الملوك و السلاطين في العصر المماليك و العثمانيين و كانت أغلبها لا يتم نقشها بالآيات القرآنية و لكن مديح في السلطان ” .

و أما عن معلمه و كيف تبنى تعليمه فيقول أحمد” طبعاً لم أنسى معلمي و هو في ذلك الوقت كان شيخ الصنعة و كان ملم بالمهنة كلها و كان يسمى الله يرحمه عم محمد عرسه ” .
و نزور أيضاً أحد الصناع المهرة عم سيد و هو في 58 عاماً يمسك بالمنشار لنشر النحاس و يحب المهنة كما يحب الحياة .


و ما هو رأيك بتعليم الأطفال و الشباب في هذا الوقت فيقول عم سيد ” حالياً الأطفال و الشباب ليس لديهم طاقة للصبر و هم على الإيقاع السريع و أصبحوا يبحثون فقط عن المال و خصوصاً بأن لكل شيء زيادة في السعر و المصاريف و الزواج و نحن الكبار لا نعلم شيئاً سوى تلك الصنعة و قد نجد اليوم و غداً لا تجد معنا شيء و لكننا تعودنا على ذلك منذ الصغر ” .

و عن أسماء الملوك التي شيدت أسمائهم لديهم يقول سيد” السلطان قلاوون و السلطان قايتباي هم أكثر السلاطين شهرة و لا تزال أسماؤهم محفورة حتى الآن في صناعتنا ” .


و نزور أحد من دربوا شبابا تحت رعاية المحافظة عم إبراهيم يوسف و أستلم بالفعل شهادات تقدير و هو يعمل في تطعيم الصدف في النحاس و الأرابيسك و هو يناهز 64 عاماً .
ماذا حدث للشباب الذين أقمت بتدريبهم يقول إبراهيم
” قد رحلوا بعد الدورة التدريبية و من أين سآتي باليومية التي يحتاجونها فشباب اليوم يطلب 50 جنيهاً أقل شيء من أجل الجلوس على القهوه مع أصدقائه و إذا لم يجدها يرحل و بذلك لم يتبقى أحد معي و أصبح المكان خاوياً بعد أن كان ممتلأً بالناس و العمل ” .
ما رأيك إذا أعادوا للصناعة مجدها السابق ماذا ستقول ؟ يقول إبراهيم” أتمنى صناعة معاهد و مدارس لتعليم الأطفال المهنة منذ نعومة أظفارهم ما دام لم يفلح الطالب في التعليم يجب أن يتعلم صنعة يفيد بها بلده و نفسه و نتمنى من الدولة تشجيعه و شراء ما قام بصنعه و يقومون بأخذنا لتعليم هؤلاء الطلاب حتى و إن كان بأجر رمزي ” .


و لا ننسى بزيارة الحاج حسين السني و هو يقوم أيضاً بالنقش على النحاس و هو يناهز 59 عاماً
و أرى بأن أغلبكم كباراً في السن مع العلم بأنك أقمت دورات تدريبية للشباب يقول عم حسين السني ” نعم بالفعل فنحن تتراوح أعمارنا في الخمسينيات و السيتينات و لا يوجد صغار معنا في الصنعة أي من بعد رحيلنا لن يعود لصناعتنا أي وجود ” .
ماذا تطلب من وزير السياحة يقول حسين ” أنا أطلب منهم الإهتمام بنا و بأعمالنا فصناعتنا حضارة قائمة و يجب حسن إستغلالها و نكون تابعين للوزارة و نعلم أجيالاً حتى لا نموت و تموت معنا تلك الحضارة و الصناعة و نحن جميعاً موافقون حتى بالأجور الرمزية و يشترون أعمالنا و يعرضونها بالمعارض الدولية داخل و خارج مصر لإستعادة السياحة و إنعاش الصناعة و التجارة و سنبذل جهدنا جميعاً من أجل الصناعة التي نحبها و من أجل إعلاء كلمة الوطن ” .

قد يعجبك ايضا
تعليقات