القاهرية
العالم بين يديك

كنت أتمنى

122

رانيا ضيف

كنت أتمنى أن أقول له أنه أحدث بى فراغا سحيقا كلما حاولت عبوره زاد اتساعًا !
كان حلمًا جميلًا، ومؤنسا، ورفيقا،
كان نورا يضوى فى الليالى المظلمة،
ومرشدا فى المتاهات الحالكة،
كان قلبا يمشى على الأرض هونا، وكان عقلًا يتيه بالنبوغ مرفوع الرأس، كاد أن لا يبقِ لغيره موضعا ومكانا .
كنت أمارس بحضوره الهروب،
أعترف أنى مارست الجبن دوما كى لا أقع فى غرامه .
ولم تفلح محاولاتى ولا أنقذنى خوفى!
تحملنى كثيرا، ربما حلما، وربما كرما، وتمنيت أن يكون عشقًا قد أصابه..
ولكن هل لمثل هذا الملائكى أن يعشق ابنة حواء ؟!
لم أدرِ كم الغور الذى أحدثه حبك بقلبى إلا حينما غادرتنى!
لم أدرِ كم الصحاري القفار التى رويتها بنُبلك إلا عندما غبت، فجفت أوديتها، وماتت زروع بها كنت قد غرستها بيديك ..
لم أدرِ كم الجمال الذى أحدثته بروحى، ولا كم المعانى التى نمت بوجدانى، وكم الرحمة التى ترعرعت بقلبى إلا عندما غبت !
أيا حبيبا لم أدرِ كم عشقته إلا عندما غادرنى
هل عدت لتسقى الزروع ونجوب الربوع ؟
هل عدت لتحيي قلبًا بغيابك جزوع ؟

قد يعجبك ايضا
تعليقات