رانيا ضيف
الشغف هو الولع وشدة الحب، هو الشعور بالحماس الشديد ورغبة لا تقاوم تجاه شخص أو شىء، هو اتقاد المشاعر وإصابة شغاف القلب
لذا وصف القرآن شدة حب امرأة العزيز لسيدنا يوسف بقوله (قد شغفها حبا).
يعد الشغف أكثر حالات الإنسان تألقا وتميزا، يوقد فينا نار الإبداع وحب الحياة والمغامرة ويلهمنا بالأفكار المجنونة فهو انطلاق بلا حسابات، فهو جذوة المشاعر والمحرك للاهتمامات فلا حياة دون شغف .
أن تسير فى الحياة بروح منطلقة وكلما قويت الروح داخلك كلما زاد الشغف والإحساس بالحياة وتفاصيلها، فهو الانفتاح على الكون والتماهى مع كل شىء فيه.
أن تتعلق بفكرة أو حلم حتى يصير جزءً منك وتتمحور كل حياتك حوله، ولن تكترث بِما يلحق بك من الألم وأنت متجه إليه .فلا شيء يسمو بالروح لمقامات عالية جدا مثل الشغف بالأمور العظيمة .
“لا يمكن تحقيق أى شىء عظيم دون شغف ”
رالف إيميرسون
“لم يكن لدى موهبة محددة، لكن كان لدى نوع من الشغف الفضولى ” اينشتاين
“الشغف هو طاقة من النور تشتعل داخلك بمجرد أن تمارس الشيء الذى يثيره داخلك ”
أوبرا وينفرى
ما هى دلالات الشغف وكيف تعرفه ؟
بالاطلاع على كثير من الموضوعات ذات الصلة وجدت أن هناك بعض العلامات الهامة التى إن وجدتها عرفت أنك من أهل الشغف مثل ؛
* ممارسة الشيء فوق المعتاد
أى قد يظن البعض أن الشغف هو الهواية ولكن هناك فرق جوهرى بينهما فالهواية يمكنك ممارستها بشكل متكرر وبمعدلات شبه منتظمة
كالقراءة والرياضة وخلافه
بينما الشغف هو ولع هائل بما تمارسه فتفعله فوق المعتاد بصورة تتخطى الحدود التى يقوم بها كل الهواة
* يُغير الشغف حياتك فى العادة وحياة الآخرين لأنه يفجر داخلك طاقة غير عادية ومثال على ذلك الاشخاص العاملين فى مجال رعاية المرضى أو الأعمال الخيرية أو العاملين فى مجال التنمية البشرية
* تستمع بالألم الناتج عنه مثل الانتشاء الناتج عنه تماما فأنت لا تبالى بالإرهاق الناتج عن ممارستك لشغفك لأوقات طويلة كما لا تبالى راقصة الباليه بشكل أصابع أقدامها القبيح الناتج عن ممارستها للرقص لساعات طويلة
* الشغف يبدأ من الطفولة ثم يتحول لهوس،فكل التفاصيل الصغيرة فى طفولتك من رسمك بالألوان وحب استخدامها وحسن اختيارها أو تشكيل الأشياء بشكل إبداعى لساعات طويلة أو تركيب وتفكيك الأشياء أو الغناء والتمثيل أمام المرآة وكأنك أمام جمهور غفير،كل تلك الأشياء تدل على نوعية شغفك والتى تطور مع الوقت حتى تصبح مهووسا بها ذلك الهوس الإبداعي،فهو يبدأ كهواية ثم تجد نفسك تتعمق فيه حتى تغرق به ويكون مصدر سعادتك فتنفق فيه الساعات والأيام باجتهاد ومثابرة دون النظر لأى مقابل مادى لمجرد أنك تمارس شغفك فتتسع دائرتك ويصبح لك معجبين بإنتاجك أو إبداعك،فتتجدد فيك الرغبة لأن تعرف أكثر وتطور من أدواتك ولا ترنو إلا للسعادة التى تشعر بها أثناء ممارستك لشغفك .
* من أهم وأبرز علامات الشغف وأروعها هو أنك لا تستطيع أن تتوقف فلا يوجد سقف لحلمك ولا منتهى، فعندما ترسم لوحة فأنت تطلع لرسم الأجمل وعندما تكتب رواية فأنت تطلع للأكثر تأثيرا وبصمة فلا تتوقف أبدا لأنك اكتفيت بما قمت به أو قدمته، بل من المؤكد أنك ستتابع خطواتك بشكل أكثر تطورا ومعرفة، فالحماس والطموح صديقان متلازمان للشغف لا ينفصلان، فهما القادران على بث فيك روح الإنجاز والاستمرارية.
ولكن؛كيف نطور من الشغف ونحركه فى المسار الصحيح ؟!
وماذا عن انطفاء الشغف وكيف وما العلاج ؟
هذا ما سيتم تناوله فى المقال القادم إن شاء الله