رانيا ضيف
على أعتاب الغياب تتفتت قلوبنا لأجزاء صغيرة مبعثرة،
ننشغل فى تجميعها مرتدين قناع البرود،
وكأن ما نجمعه ليس حطامنا، وأيام عمرنا التى انقضت معهم، وبهم !
نرفع رؤوسنا، ونعدل قاماتنا،ونمشى بثبات الواثق اللامكترث..
وهناك فى العمق نيران مشتعلة؛ تتصاعد منها أدخنة تخنق الروح ..
نفعل ذلك حفاظًا منا على كبريائنا، رافعين هاماتنا، وكأنه لم يصبنا شيئًا قط !
وبالرغم من أن الوداع قد يكون خيارنا الوحيد، ولكن يصدمنا واقعنا الجديد، أننا قد اعتدنا وجودهم المرهق، فلهم حيز فى حياتنا أصبح خاليا فجأة ..
خلى المكان من أرواحهم، وكلامهم، وانفعالاتهم،وذكرياتنا معهم ..
هذا المكان الخالى داخلنا؛ لا يتركنا نحيا بسلام وهدوء، فهو يطالب نصيبه من الونس..
نعيش بعدها فترات صعبة، نروض فيها أنفسنا ألا تنتظر أحداث اعتدنا عليها حد الإدمان..
نضطر لأن نجتر الذكريات كى تملأ الفراغ المعتم من تفاصيلهم، فتؤلمنا الذكريات كما يؤلمنا الغياب !
حتى نتساءل بصدق :
لم لا ترحل الذكريات أيضًا ؟!