القاهرية
العالم بين يديك

سندريلا

129

رانيا ضيف

استيقظت من نومها مبتسمة حين لامس ضوء الصباح عيونها، انتبهت لتلك الابتسامة المتبقية من حلم جميل وتمنت لو ظلت فيه للأبد .
ارتدت ملابسها على عجل عازمة لقضاء يوم مختلف، سترسم فى مكان غريب اليوم،
أخذت لوحتها وألوانها واتجهت لذلك المقهى البعيد الذى اعتادت أن تجلس فيه بهدوء، والذى يعرفها أصحابه ويلقبونها بالفنانة، فقد أهدتهم يوما لوحة من لوحاتها لوضعها فى أحد زوايا المقهى .
ما إن وصلت حتى رحب بها النادل واصطحبها للمكان الذى اعتادت الجلوس فيه.
فالمكان هادىء مطل على الشارع الرئيسى من الدور الأول علوى، تحيطها أصوات الطيور وخرير الماء من نوافير موزعة بذوق عالٍ،
الآن أصبحت جاهزة لترسم، ولكن لتحتسى فنجانا من القهوة أولا، جلست تتصفح مواقع التواصل الاجتماعى لحين وصول القهوة،
ما إن وصل النادل بالقهوة ومعها قطعة من الكيك كانت قد اختارتها، فمدت يدها لتأخذها منه فانسكب فنجان القهوة من النادل الذى بدوره ارتبك كثيرا، فالفنجان انسكب على لوحتها الفارغة التى أحضرتها للرسم .
ذهب ليحضر شيئا يعالج به الوضع، وهى من هول المفاجأة تأملت القهوة المنسكبة وبفرشة دقيقة فى يدها وبكثير من الاستسلام وتقبل لفشل مخططها لليوم، أمسكت بفرشتها محاولة العبث فى القهوة على اللوحة، فلاحظت أن القهوة اتخذت شكلا بديعا بحركات فرشتها، وبدأت ترسم أشكالا أخرى وأخرى حتى وصل نادل آخر بأدوات التنضيف وهَمّ بالتنضيف فاستوقفته
قائلة: قررت أن أتحد وقهوتي وخيالى اليوم، فلتترك كل شىء كما هو ولتبلغ صديقك شكرى، فقد ألمهنى بشىء جديد ولا داعى أن يتوارى منى خجلا .
وبدأت ترسم سندريلا والعصا السحرية وتحقيق الأحلام .
فاليوم استيقظت من حلم جميل على ضوء الشمس يداعب عيونها كسندريلا، وتغيرت مخططاتها على نحو أكثر إلهاما بظرف استثنائى، فلعل الخطوة القادمة هى تحقيق الحلم .

قد يعجبك ايضا
تعليقات