القاهرية
العالم بين يديك

ياسمينيات

136

ياسمين_السقا

خطوة “1”
الدرجة الأولى من درجات سلم التعافي من العلاقات البشرية السامة:- اقطع كل السبل التي بإمكانها أن توصلك للأفعى مرة أخرى، وإن كان هذا بمثابة اقتلاع جزء بداخلك.. لتقتلع يا رفيق.. لا تَمُرّ ولو بمحض الصدفة إلى الأماكن التي جمعتك به لفترة كبيرة من الوقت، وإن كان في مقدورك ألا تذهب إليها أبدًا فلا تذهب، احذف كل ما جمع بينكم يومًا من ذكريات حية أو إلكترونية أو حتى ورقية، اقتلعه منك، قريبًا ستشعر أنه كان مجرد ورم سرطاني بالمريء بالمرحلة المتوسطة.. أي أنه يوجد علاج ما..، وغدًا سيتم استئصاله ولكن اعلم جيِّدًا: لا طبيبَ لك إلا ن
خطوة “2”
في الدرجة الثانية من سلم التعافي.. عليك بالاستشارة.. يكفي أن تلجأ لرفيق/ة صادق/ة.. إن شعرت بالرغبة المُلِحَّة في محاولة الوصول إلى الأفعى.. لا تفعل شيئًا سوى محادثة صديقك الروحي.. أخبره عما يجول بخاطرك.. ما الذي تمرُّ به؟ صِف له ما تشعر.. لا تتصرف وحدَك حتى وإن كنت طبيبَ نفسك.. فيأتي يوم على ذاك الطبيب ويحتاج إلى المُداواة أيضًا.. رفيق روحك هو مرآتك.. اعلَم أنك الآن في مرحلة أشبه بالمُغيَّب عن الواقع.. كالذي تذروه الرياح، وتتخبَّطه العواصف.. ثِق في مرآتك.. فإنها تقول لك الحقيقة، لأكرر لك يا صاح: العلاقات السامة لا يجوز لها إلا البَتر، كُن أنت الباتِر، أهواؤك وصراعاتك التي تدور بين عقلك و-ذاك الذي لا سلطة تعلو عليه- قلبك..، بِربِّك يا خِلِّي لا تجعلها تَتَملَّص مِنك.. توكَّأ على يدك الأخرى وانهض، سلِّط براكين قلبك على إحراق تلك الصفحات المؤذية التي يفوح سُمُّها فهي الأولى بالإحراق لا نفسك التي أُنهِكَت، فلا تُحمِّلها ما لا طاقة
خطوة “3” والأخيرة…
الدرجة الأخيرة من درجات السُلَّم:- تَرَيَّث كثيرًا يا رفيق..
قد تشعر بأنه لا شيءَ بداخلك يتحرَّك.. وتراودك تساؤلات لا حصرَ لها ولا عَدد!!.. أين ذهبت مشاعري الفَيَّاضة؟!!.. أما كان هناك عِشق؟!.. وماذا عن تَعَلُّقِي؟!.. أتذكَّر أنني كنت كالرَّضيِعِ الذي يجهش قلبه قبل عينيه بالبكاء؛ لأن أمَّه قد فَطَمَته.. بِربِّكم أين كل هذه الأعاصير؟!.. أَحقًّا مضى أم أنه هدوء ما قبل العاصفة يا صاح.. لا تراوِغْ يا فتى، أخبرني عمَّا حدث في تلك الليلة… هَلُمّ هَلُمّ إليّ.. أعلَمُ جيِّدًا ما تَجِيشُ به عواطِفُك وأحاسيسُك، ولكن تَذَكَّر وَضَع نصيحتي السابقة نُصبَ عينيك: “لا يجوزُ لعلاقةٍ سامَّة إلا البَتْر”..لا تَلِنْ وتَرَيَّثْ..
أنت الآن في فترةٍ أَشبَه بـ “فترة النقاهة”، وَهَا أنت تستعيد صِحَّتك بل قلبك تدريجيًّا..، قد أُزِيلَ السُمّ.. إن صَمَدت وتماسَكَت يا خِلِّي حتمًا ستقول قريبًا:
مِنَ السُّمِّ تَعافَيْنَا… وَبِالحُبِّ تَدَاوَيْنَا.
فَلا دامَ لنا عُسرٌ… ولا الْتاعَ لنا قلبٌ.
على العَوْنِ تَعَاهَدْنا… وَلِلْحُزنِ تَقَاسَمْنا.
وإِنْ كَانَ بِنَا هَمٌّ… فَـ بِالعَوْنِ تَنَاسَيْنا.
وَلَمْ تَغرقْ بِنَا سفنٌ.. تَعَافَيْنَا تَدَاوَيْنَا.
#خبرات مدين

قد يعجبك ايضا
تعليقات