كتبت: سالي جابر
علي الحُطام الباردة نعبث بالذكريات، تفوح رائحة الورق، وينسج داخلنا خيوط متشابكة من الألم واللذة؛ ربما لإنه لا لذة دون ألم؛ ربما لأن للذكريات رائحة، قد نبكي ثم نبتسم، ثم نضحك بصوت مسموع، ونتمنى…، نخشى الولوج في دائرة الذكريات حتي لا نتوه، قد نفقد السعي والرغبة ونعيش في اللاممكن.
أَمِن الممكن أن نخشي ما نحب؟!
عندما نبدأ بالسعي وراء الخيال، وحينما نتوه وسط ظلمات القلب، نجد بداية شعاع الأمل قد يطول داخل ممرات الحياة الفارغة أو يَقصُر، قد نخافه، وقد نتمنى ألا ينتهى؛ لكن الحياة دائمًا ناقصة تكتمل برضانا، فلِما لا نحلم ونستغرق بعض الوقت في تسجيل أهداف وأحلام…؟!
نحلم ونعيش الحلم ثم نحققه، وعندما يأتي المستقبل نبتسم أمام صورة من الذكريات الحاضرة ونشتم رائحة النسيم داخلها، ونرى على حافة الصورة أزهار الربيع، ونسمع زقزقة العصافير.
نحمل ألبوم الذكريات لنرى ابتسامة بريئة لوجوه ضاحكة تشتعل بالحماس للهو، بملابس زاهية تحمل آثار اللعب، تُلهبنا نظرة الأم العابسة، نرتبك ثم نطبع قُبلة علي وجنتيها…، و نُغلق الألبوم ونغمض أعيننا لنرى وجوهنا شاحبة تتمني الرجوع للماضي حيث لا مسؤولية، لا تعب، لا عناء…
نفتحه مرة ثانية ونتسأل لو كنا نعلم ما نحن عليه الآن هل نضحك هكذا؟!
فنبتسم ابتسامة ساذجة ونتمنى لو نصير أطفال تلهو حيث الفناء الواسع بالكرة، نهشم زجاج، نختبئ، نجرى خوفًا من العقاب، ونعود البيت حيث الغروب.
نهاب الامتحان، وترهق أعيننا المذاكرة، نتأهب النتيجة…
فنبتسم ونُغلق ألبوم الذكريات، ونرتدي ملابس النوم ونُنفض أسِرتنا، وتلفظ ألسنتنا الدعاء ونتذكر وقتما كنا صغار نحفظ آيات القرآن.
الآن نُدرك أن الذكريات تدور، فلا نهرب منها، بعضها باسم وبعضها أليم، فالماضى والحاضر والمستقبل دوائر متصلة لهم ذكريات، وعلينا أن نتعلم من الماضى، ونفهم الحاضر لِنُعد للمستقبل ألبوم تحمل ذكرياته الفرح ويطوى بين وريقاته الرجاء