القاهرية
العالم بين يديك

الشائعات تهدد الأمن القومي

139

كتبت/ شدو كمال

مما لا شك فيه، انه في الاونة الاخيرة ظهرت حرب جديدة بما يعرف بحرب الشائعات، وتزيد أهميتها بتحولها إلى إحدى الأسلحة الناعمة التي تستخدمها الدول ضد بعضها، فعلى سبيل المثال عملت روسيا خلال فترة فرض السيطرة على شبه جزيرة القرم على نشر كم كبير من المعلومات المغلوطة من خلال وسائل الاعلام الروسية التقليدية ومن خلال صفحاتها على الانترنت، كما قامت بنشر نفس المعلومات المغلوطة على وسائل الإعلام الأوكرانية الموالية لها، على نحو أدى إلى ترويج الرواية الروسية عن سبب اجتياحها شبه جزيرة القرم وإضعاف الرواية الأوروبية والرواية الأوكرانية.

ويرتبط تأثير انتشار الشائعات على الأمن القومي لأي دولة بثلاثة أبعاد رئيسية. فمن ناحية يترتب على انتشارها على نطاق واسع خاصة إذا كانت تتعلق بقضية لها صلة بسياسات الحكومة تراجع ثقة المواطنين في الحكومة، وبالتالي تراجع مصداقيتها.

ومن ناحية ثانية، ينتج عن انتشارها خاصة في حالة المجتمعات الغير متجانسة تفكك المجتمع، حيث تصبح الشائعة في هذه الحالة سببًا في ازدياد حالة عدم الثقة بين الأقليات وقد يترتب على ذلك وجود نزاع مسلح بينها قد يتطور إلى أزمة يشتد تأثيرها على الأمن المجتمعي.

ومن ناحية أخرى، يترتب على تزايد انتشار الشائعات والمعلومات المغلوطة ضعف الانتماء للدولة، نتيجة ازدياد حالة الشك في كل ما تنشره المؤسسات الحكومية من أخبار ومعلومات في مقابل ازدياد الثقة في المعلومات التي تنشرها مصادر أخرى غير رسمية.

وتكشف خبرات العديد من الدول أنها اتجهت لتقليل الآثار السلبية للشائعات على الأمن القومي لها من خلال تشاركها مع المواطنين حقيقة أن هناك شائعات وأخبار مغلوطة متداولة على نطاق واسع، ثم اتجهت للتحرك في مسارين، الأول هو توعية الناس بكيفية التحقق من طبيعة الخبر المتداول وتحديد ما إذا كان خبر زائف أم حقيقي، والثاني من خلال توفير تدفق منتظم للمعلومات من خلال وسائل إعلامية متعددة.

قد يعجبك ايضا
تعليقات