القاهرية
العالم بين يديك

أسميتموني طفل الشارع

158

 

بقلم /عزة عيد

أنا المزروع في جوف بقايا الطعام، سريري رصيف بلهيب الفقد والحرمان، خبرت يوما عن زمان كان عمريًا، فتمنيت لو أنه في الأحلام جاءني ورآني.

يابن الخطاب: بكيت على حال بغلة تعثرت في الطرقات، فكيف إن خبرتك بحالي؟

ضاقت عليّ الأرض بما رحبت منذ ولدت لا سقف ولا أركان، ولا صوت يؤنسني .لا شيء غير عويل كلاب في الظلام.
دقات قلبي أخبرتني أنني: سأكون يوما وجبة طعام أو غريق في بحر الإدمان،
أو ربما يكن لي شأن في عالم الإجرام.
لما العجب! أسميتموني طفل الشارع وأنا الإبن العاصي، فوقع عليّ الحكم بالإعدام، وأنا المظلوم والمقتول وأنا الجاني.
يابن الخطاب: املأ كفيك بحليب شاة وإن امتزج بالماء فأنا الظمآن، واخلع لي نعالك يكن لي وسادة رأس في ركن من الأركان.
واطلب الصفح عني من رب العباد يوم تراني، فلا يوم صليت، ولا علمت من القرآن، ولا رأيت معلما أو فقيها يرعاني، لا الذنب ذنبي ولا كنت أقبل على العصيان،

قد يعجبك ايضا
تعليقات