القاهرية
العالم بين يديك

صباحك تكنولوجيا

275

 

بقلم د/ حنان عبد القادر محمد
استراتيجية التعلم المقلوب ودورها فى التعليم

يُدْرِك التربويون الأثر الكبير لاستخدام التكنولوجيا في العملية التربوية نظراً للإمكانات المتزايدة لتطبيقات الحاسوب والإنترنت ووسائل الاتصال، مما انعكس على العملية التربوية من جَميع جوانبها، حيث أَثرت أيضاً في مُسْتَوَى تعلم الطلبة، وفي التخطيط للتدريس، وَالْمُحْتَوَى التعليمي، والتنفيذ، والتقويم، وكما هو الشأن عند استخدام أية أداة تقنية في التعليم، فهناك إستراتيجيات عديدة تقوم على استخدام التكنولوجيا لتوفير المحتوى التعليمي للطلبة خارج الصف، الأمر الذي يُمْكِنهُمْ من الانخراط بعمق في المحتوى التعليمي داخل الصف، وأصبح هُنَاكَ ضَرورة لتطوير أساليب التعليم واستراتيجياته، واستخدام استراتيجيات تدريس حديثة تَعتمد على توظيف التقنيات الحديثة في العملية التعليمية ومما لا شك فيه، أن أفضل أنواع التعليم، ذلك التعليم الذي يُوَلِّد التشوق للمعرفة ويجعل العملية التعليمية أكثر مُتْعَة وأكثر حيوية مع قليل من المحاضرات التقليدية وكثير من المشاريع والقراءات والاطلاع في تَعلم يتمركز حول الطالب لا المعلم.
وَتُعَدّ إستراتيجية التعلم المقلوب إحدى الوسائل أو الطرق التكنولوجية الحديثة التي تهتم بتلبية حاجات الطلبة التعليمية، باعتبارها مدخلاً تربوياً يتم من خلالها فهم المحتوى التعليمي في المنزل، ونموذجا يُعِيد تشكيل الفصل الدراسي التقليدي القائم على عرض المحتوى للطلبة داخل الفصل، وتَعيين واجبات منزلية تُمَكِّن الطلبة من الانخراط العميق مع اَلْمُحْتَوَى خارج الصف، حيث يرى الكثير من الخبراء أن هذا النوع من التعليم مثالاً للابتكار التعليمي اَلْمُثِير الواعد، ففِكرة التعلم المقلوب أو مُتَغَيِّر الوجهة تستند في أساس تكوينها إلى مفاهيم مثل التعلم القائم على الأنشطة، وهي من الاسترتيجيات الحديثة التي تعتمد على فاعلية الطلاب ومشاركتهم، وتصميم مُخْتَلِط للدرس، وإذاعة أو بث للمحتوى التعليمي. فقيمة هذا الفصل تكمن في تحويل وقت الفصل بِشكل عَمدي إلى ورشة تدريبية يُمْكِن من خلالها أن يُنَاقِش اَلطُّلَّاب ما يُرِيدُونَ بَحثه واستقصاء حول المحتوى العلمي، كما يُمْكِنهُمْ من اختبار مهاراتهم في تطبيق المعرفة والتواصل مع بعضهم البعض أثناء أدائهم للأنشطة الصفية وخلال وقت الفصل يَقُوم اَلْمُعَلِّمُونَ بوظائف مماثلة لوظائف اَلْمُدَرِّبِينَ أو اَلْمُسْتَشَارِينَ أو اَلْمُوَجَّهِينَ، وتشجيع الطلاب على القيام بالبحث والاستقصاء الفردي والجهد الجماعي التعاوني الفعال.
لا يُوجَد تصميم واحد لإستراتيجية التعلم المقلوب يَتم اتباعه لجميع الدروس، ولكن يُوجَد خطوط عامة يتفق عليها الجميع. فمثلا، يُقسّم التعلم المقلوب إلى قسمين: التعلم الذاتي المعتمد على الحاسوب خارج الصف والقسم الثاني: الأنشطة التعليمية داخل الصف، بحيث تقوم كُلّ مِن المدرسة والمنزل بدور تبادلى في تنفيذ مهام الطالب، فالطالب يَطلع في المنزل على المادة الدراسية باستخدام فيديوهات أو نصوص قرائية مُحَدَّدَة وَمُحَفِّزَة للحماس تم إعدادها من قِبل المدرسين وحملوها على الشبكة، وتتم عملية تقويم الطلبة من خلال الإجابة على اختبار قصير بشكل تزامنى أو ألكتروني، وفي الصف يوظف الطلبة محتوى الدرس الذي تعلمونه في المنزل في نشاطات متنوعة مثل: خرائط مفاهيمية، حل التمارين، لعب دور، دراسة حالة، مناظرات، حوار ومناقشات، ويعمل الطلبة معاً على شكل مجموعات صغيرة، ويقوم كل طالب بتدوين ملاحظاته بشكل منفرد.
ومن إيجابيات الفصل المعكوس (المقلوب) أنه يَضمن الاستغلال الجيد لوقت الحصة، وَيُتِيح للطلاب إعادة الدرس أكثر من مرة بِنَاءَا على فروقاتهم الفردية، ويستغل اَلْمُعَلِّم الفصل أكثر للتوجيه والتحفيز والمساعدة، وتبنى هذه الاستراتيجية علاقات أقوى بين الطالب والمعلم، وَيُشَجِّع على الاستخدام الأفضل للتقنية الحديثة في مجال التعليم، ويتحول الطالب إلى بَاحث عن مصادر معلوماته، ويعزز التفكير الناقد والتعلم الذاتي وبناء الخبرات ومهارات التواصل والتعاون بين الطلاب.
ومن بعض أدوات الفصل المقلوب / المعكوس، الفيديوهات والتي يمكن عملها بالعديد من البرامج ويتم إشراكها مع الطلاب، وبرامج تسجيل الصوت وشاشة آي باد لخلق دروس الفيديو الديناميكية التي يُمْكِن للطلاب والزملاء الوصول في أي وقت، حسب الحاجة، الطلاب يستخدموا الفيديو في المنزل والمعلمين ينمو المهارات في المدرسة، ومنصات التعلم الاجتماعي للمعلمين والطلاب والمدارس للتعاون ومشاركة المحتوى والوصول الواجبات المنزلية، والدرجات وإشعارات المدرسة، وكذلك أدوات وبرامج تسجيل الشاشة وأشرطة الفيديو المتحركة وإنشاء دروس الرسوم المتحركة للفئة الخاصة بك وغيرها من الأدوات والبرامج التي تٌساعد في الاستفادة من هذه الاستراتيجية.
أما دور المعلم في الفصل المقلوب / المعكوس فهو تحديد الفئة اَلْعُمْرِيَّة والأهداف ونتائج الدرس، إنتاج أو إحضار المادة التعليمية على شكل فيديو أو عرض تقديمي لإتاحة الفرصة للتعرف على الدرس، فحص المادة المصورة والتأكد منها، بناء مادة علمية متسلسلة بترتيب مناسب للطالب كما لو كنت تستعرض الدرس في الحصة الصفية، مُشَارَكَة المادة الإلكترونية مع الطلاب، بِناء اختبار إلكتروني قصير لتقويم أهداف الدرس عِند الطالب بميزة التصحيح الإلكتروني ومزود بعنوان البريد الإلكتروني لِلْمُعَلِّمِ لتصله نتيجة الطالب.
ولتحقيق استراتيجية الفصل المقلوب بطريقة تحقق أهدافها لا بد من تُوَفِّر شبكة للإنترنت ذات سرعة مناسبة وأجهزة تقنية في متناول الطلاب, لذا لا يمكن تطبيق هذه الاستراتيجية لمن لا تتوفر لديه هذه الإمكانيات الأساسية، كما أنها تتطلب مُعَلِّمًا مُتَمَكِّنًا من مهارات التقنية وتطبيقات الويب الحديثة وَطُرُق تَوظيفها في التعليم, لذا سيصعب على من يَعزف عن استخدام التقنية أو مستوى مهاراته التقنية بسيطة، ويجب أن يكون المعلم لديه الرغبة الذاتية في التغيير ومتابعة طلابه في المنزل فهي تحتاج لتقديم وقت وجهد إضافي خارج أوقات العمل الرسمي، ولا بد من نشر ثقافة التغيير لتحقيق نتائج أفضل فى تقبل المجتمع ككل. وللحديث بقية،،

قد يعجبك ايضا
تعليقات