بقلم آية مشعل
دخلت المنزل بتوأميّ الصغيرين أخبرتهم: في عشر دقائق سأحضر العشاء، لنأخذ بعده حماما دافئا وننام.
بعد يوم طويل من اللعب والخروج على غير المعتاد، أيقنت أن بالتأكيد بعد عودتنا سنخلد للنوم، لكن ليت النوم بالتمني.
اتصلت بأمى لأطمئنها أني قد وصلت البيت بسلام، بينما أشعلت عيون “البوتجاز” لتسخين الطعام.
فجأة! سمعت صوتا يشبه رذاذ (الدوش)، لا لم يكن ماء. ً
إنه هذا الصغير الأبيض فى كل أنحاء البيت: الطرقة والغرف وفوق الأرفف، لقد أشبعا الأثاث بالأرز.
لا بأس فهما صغيران، ولا أعرف كيف نسيت أن أبعد مكان الأرز عن متناول يديهما قبل خروجنا؛ عشردقائق لا غير، وستفي المكنسة الكهربائية بالغرض، ولأنى أحاول دائما أن أجعلهم يتحملان مسئولية أفعالهم؛ فتركت لهم جزءا فى أرضية الغرفة يلمان الأرز منه.
قمت بتحميمهما وإلباسهما ملابس نظيفة، فالحمدلله أنهما لم يبتلعا شيئا منه.
تذكرت الغسيل فهممت لأخرجه من الغسالة، لأكتشف أن الأرز وجد طريقه إليها أيضا.
الحل دائما فى المكنسة؛ هرعت إليها لأنظف الغسالة.
وبعدما انتهيت منها، عطست وأنا ألمح غبارًا أبيض يشوش رؤيتي، لأجد أرنبيّ الصغيرين يَسبحان فى الدقيق فى الصالة، بينما غباره الأبيض يكسو الفرش بسفرته وصالونه، كما يغطى شعرهما حتى قدميهما.
وقبيل أن أفقد أعصابي وأصرخ ، نظرا إلىّ نظرة لن أنساها.
“لحظة لا تتحركا من مكانكما”
أتيت بهاتفي والتقطت لهما صورة، ستكون ذكرى سنضحك عليها يومًا ما.
هذا خطئي نسيت أن أغلق باب المطبخ بالمفتاح، جريت لأغلقة حتى لا أُفاجأ بالسكر يغرق أبيضه شقتى للمرة الثالثة اليوم.
عشردقائق أخرى، لأعيد كل شىء لطبيعته كفيلة لأحممهما من جديد، وأغير ملابسهما سريعًا.
بينما قمت بنقع ملابسهما؛ لأتخلص من الدقيق خمس مرات قبل الغسيل.
وقد جهزا أخيرا لنأكل وننام.
فتحت باب المطبخ لتفوح رائحة نفاذة تخبرنى أن الطعام قد احترق، تركت لكم تصور شكلي حينها.